الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر صناعة السياحة، والسفر من أهم، وأكبر الصناعات، وأكثرها تنوعا في العالم؛ وعليها تعتمد الكثير من الدول، كمصدر رئيسي للدخل، وتوفير فرص العمل، ونمو القطاع الخاص، وتنمية البنية التحتية؛ ويتم تشجيع التنمية السياحية في الدول النامية خاصة عندما لا تجدي التنمية الاقتصادية في المجالات الأخرى مثل التصنيع، وتصدير الموارد الطبيعية، أو تذبذبها؛ وهذا ما استشعرته المملكة فبادرت في التوجه إلى إيجاد رافد اقتصادي واعد من خلال التنمية السياحية، وأنشأت لهذا الغرض الهيئة العليا للسياحة، وهي المنوط بها دعم وجذب الاستثمار السياحي، وإعداد خريطة سياحية للملكة، وتولي الإعلام السياحي، وتسويق المملكة عالميا في هذا المجال الخصيب؛ ولكن المتابع يرى أن السياحة لا تزال ترزح تحت وطأة العديد من المعوقات، والتي حرمت هذا القطاع من الانطلاق، وتحقيق الأهداف المرجوة منه؛ ومن هذه المعوقات ما يلي:
المعوقات الإجرائية: وتبرز من خلال غياب خطة التنمية السياحية الشاملة؛ وتداخل النشاط السياحي بين عدة جهات حكومية؛ وعدم وجود قاعدة معلومات، وإحصاءات، ومسوحات للموارد السياحية، والتركيزات السكانية مما يخلق صعوبات كثيرة في تخطيط النشاط السياحي، وتوجيه الاستثمارات إليه؛ كما ان إجراءات التأشيرات، والتنقل للحجاج، والمعتمرين، والزائرين المبالغ في تقييدها تعتبر من المعوقات الكبيرة في وجه تطوير السياحة الداخلية.
المعوقات الهيكلية: وتبرز من خلال المفاهيم المجتمعية تجاه السائح الأجنبي، والسياحة ككل، واعتبارها لهوا غير مستحب ولا يراعي عاداتنا، وتقاليدنا؛ كما أن نقص مشروعات البنية التحتية، والخدمات وتراجع صيانة المرافق العامة، وغياب الكثير من المرافق السياحية يؤثر سلبا على التنمية السياحية المرادة.
المعوقات التسويقية: وتبرز من خلال مخاطر الموسمية والتي تؤدي إلى تدني نسبة الاشغال، وارتفاع تكاليفه، وبالتالي عزوف المستثمرين عن هذا القطاع، أو تسربهم منه، أو بقاؤهم بدون تجديد، أو نمو يذكر؛ كما أن تشابه أنماط الاستثمار، وتقليديتها، وتركزها، في أماكن محددة، وارتفاع أسعارها؛ وعدم وجود آليات، وخطط تسويقية، وترويجية عن السياحة الداخلية (داخليا وخارجيا) أثقلت كاهل هذا القطاع، وهمشت دوره المنتظر.
المعوقات المالية: وتبرز من خلال مشاكل التمويل، وضعف قنواته؛ وقصور الدور الحكومي عن الدعم الفاعل بمثل الإعفاءات الجمركية، والمنح، والقروض الميسرة، والخدمات المساندة.
المعوقات التنظيمية والإدارية: وتبرز من خلال تعدد الجهات التي تشرف على القطاع السياحي، وعدم قدرة هيئة السياحة على لم هذا الشتات، بالتنسيق، والتنظيم له بما يضمن تحقيق التكامل للوصول بهذا القطاع إلى ما تربو إليه خطط التنمية الاقتصادية.
المعوقات البشرية: وتبرز من خلال الاعتماد على العمالة الأجنبية، ومشاكل الإحلال؛ وعدم انتشار التعليم والتدريب السياحي للقوى الوطنية؛ كما أن الثقافة السياحية غائبة عن المناهج الدراسية، والتي يفترض بها أن تكون فرس الرهان في ترقية أذواقنا، وتهذيب تعاملاتنا كسائحين، ومضيفين، وصانعين لهذا القطاع الحيوي.
وبعد هذا فليس أمام هذا المارد الاقتصادي لينهض سوى تذليل هذه العقبات، وردم الهوة السحيقة ما بين التنظير، والتطبيق بالعمل، ثم العمل، ثم العمل؛ ليس إلا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال