الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية، أحببت أن أعود معكم إلى معين الخير، ومنبت الفضل، إلى زمن تأسيس وطننا الأشم على يد المغفور له الملك: عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله؛ لنأخذ من هناك بعض الحكمة، والبصيرة مما قيل، وكتب عن ذاك الزمن الفريد؛ علها تكون سندا لنا في مسيرتنا العطرة، ومستقبلنا الزاهر؛ وسآخذ من العقد بعض الجوهر، ومن البستان بعض الورد، لأنثرها أريجا يفوح في يومنا الوطني الأزهر.
يقول الدكتور عبدالله بن بن عبدالمحسن التركي، في كتابة أمة في رجل “في حياة الملك عبد العزيز رحمه االله نجد حياة المملكة العربية السعودية؛ لأن تاريخها هو تاريخه، ونشأتها الحديثة المعاصرة، هي نشأته منذ شبابه الباكر، ويندر أن نرى مملكة في العصر الحديث، ارتبطت في قيامها وتوحيدها وبداية نهضتها بملك أو زعيم أورئيس، مثل ارتباط المملكة العربية السعودية بالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود”
ويكتب الكاتب المصري العظيم عباس محمود العقاد رحمه الله تعالى عن الملك عبدالعزيز فيقول “إن الملك عبد العزيز من أولئك الزعماء الذين يراهم المتفرسون المتوسمون فلا يحارون في أسباب زعامتهم ولا يجدون أنفسهم مضطرين لأن يسألوا: لماذا كان هؤلاء زعماء؟ لأن الإيمان باستحقاق هؤلاء لمنزلة الزعامة في أقوالهم أسهل كثيرا من الشك في ذلك الاستحقاق”
ويؤكد اللبناني شكيب أرسلان فيقول “إنه كان يقرأ كثيرا من الأجوبة التي يردُّ بها الملك عبد العزيز على أسئلة صحافيين عرب أو أجانب «فلم أجد هذا الملك تهوَّر مرة واحدة في حديث أو تكلَّم بكلام يؤاخذ عليه”
ويخص أمين الريحاني تجربة الملك المؤسس بكلام نفيس يقول فيه «مهما قيل في الملك عبد العزيز فإنه رجل قبل كل شيء. رجل كبير القلب والوجدان والنفس، عربي تجسدت فيه فضائل العرب، خلو من الادعاء والتصلف، خلو من التظاهر الكاذب”
أما عبدالرحمن عزام باشا وهو العارف والقريب من الملك عبدالعزيز فيتحدث عن أول لقاء له مع المؤسس فيقول “حين التقيتُ به لأول مرة سنة 1928م أدركتُ أن معنى الديمقراطية أصيل في نفس العربي، فليست المساواة أمرا مصطنعا يحافظ عليه بالآداب العامة أو بالقانون، ولكنه معنى طبيعي ناشئ من احترام الإنسان لإنسانيته واعتبار أن الناس من آدم، وآدم من تراب. إنه رجل تمر الحقب ولا يرى الناس مثله”
ومسك الختام أترككم أما هذه الوثيقة التاريخية، والبشارة الممتدة على لسان المؤسس إذ يقول: فيها رحمه الله ” أبشركم بحول االله وقوته، أن بلد االله الحرام في إِقبال وخير، وأمن، وراحة، وإِني- إن شاء االله تعالى- سأبذل جهدي فيما يؤمن البلاد المقدسة، ويحل الراحة والاطمئنان وأوصى الناس بتقوى االله، واتباع مرضاته، وأن لهم النصيحـة، احترام الدماء والأعراض والأموال إِلا بحق الشريعة، وأن المرجع هو الكتاب والسنة وإِن خطتي التي سرت، ولازلت أسير عليها، هي إِقامة الشريعة السمحة، كـما أنني أرى من واجبي ترقية جزيرة العرب، والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة، مع الاعتصام بحبل الدين الإِسلامي الحنيف ”
. عبدالله بن علي القرني
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال