الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعاني أكثر من 800 مليون شخص من الجوع على مستوى العالم، طبقا لما أكده المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة “الفاو” جاء ذلك في احتفالات يوم الغذاء العالمي السنوي التي أجريت في مقر المنظمة في روما.
إن الجوع بات حاليا الخطر الداهم الذي يهدد حياة البشر حول العالم، فهو متواجد في كل أرجاء الأرض يموت بسببه الكثيرون دون محاولة من أحد في انقاذهم أو حتى تقديم المساعدة الكافية لهم فنتحدث عن قوانين والتزامات، ولكن ضحايا ذلك الفيروس المتفشي أكبر بكثير من المتوقع وتفوق مستوى التوقعات والتشريعات.
نحن البشر وهبنا الله الأرض والماء ووهبنا عقولا لكي تفكر وتسخر ما حولها من أجل العيش الكريم والحياة التي تكون آمنة وسليمة، لكن في ظل الصراعات والتطورات وما يدور عالميا، فكلما زاد التطور والفكر زاد معه معدل الجوع الناتج عن كثير من الأسباب، وعلى رأسها الحروب التي تفتك بالملايين ليس بالسلاح والعتاد فقط، لكن ما ينتج عنها من خراب ودمار للزرع والحرث، ينجم عنه تفاقم مشكلة الجوع التي تسبب فتكا أكثر من السلاح.
إن الجوع قضية شائكة لا بد من تكريس الجهود لها، فهي آفة تنتشر كانتشار النار في الهشيم، تفتك بما حولها، فهي قضية حياة أو موت، لا يجب غض الطرف عنها، أو النظر اليها من الخارج، بل لا بد من التعمق والتوغل فيها، والعمل الجاد والمستمر نحو عدم وجودها والتقليل من حدوثها وابعاد الاسباب.
تعتبر قضية الجوع متلاصقة مع الفقر، فهما وجهان لعملة واحدة، ولكل واحدة منهما أسبابها ونتائجها، لكن تتفقان في أنهما تسببان خسائر للأسف تكون من بني البشر، هم ضحية هاتين، فيجب علينا جميعا ان نعمل جاهدين على مواجهة ذلك بكل طاقتنا، ونحاول بقدر المستطاع التقليل من المخاطر التي تؤدي بنا الى الوقع في احدهما.
إن المتأمل في الحياة يجد أن ما يجرى حولنا يكون بأيدينا، فنحن الذين نذهب بأنفسنا الى انفاق الهلاك فنجد أن الجوع كمحور كتابتنا في المقال نحن ذهبنا إليه وهو لم يأتنا، حيث خلقنا الله في هذه الدنيا ووفر لنا وسائل الاشباع وسد حاجاتنا من الجوع، فتجد الماء والارض، وكل ما على الانسان هو الزراعة؛ لكي يأكل منتجات الأرض ليسد جوعه، ووفر له المخلوقات الاخرى التي يعيش الانسان على لحومها بكل سهولة ويسر، لكن بالتدقيق نجد ان الانسان قد اختلف عما هو معتاد، وتقع المشكلات، فبالتطور والتقدم الذي اوقعنا في سلبياته، واوجد لنا مشكلات عالمية نجدها في العديد من المجتمعات كالجوع نتحول الى وجود شجار بل حروب شديدة وعظيمة على توفير مصادر العيش وهي الطعام والشراب.
لا بد من العمل جميعا نحو مواجهة تلك المشكلات التي انهت على شعوب، وتلتهم البشر حاليا، وهناك العديد من الامثلة لذلك.
فيجب تكثيف العمل ليس فقط تجاه المجتمعات المصابة بالجوع، بل بالكافة سواء مصابة أو غير مصابة لأنه من الممكن الاصابة به في أي وقت، فهو فيروس قوي وسببه الانسان والاخطاء البشرية التي كثرت في ذلك العصر.
نقلا عن اليوم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال