الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
طرح الكثير رأيهم في وسائل الإعلام، وسيتم الصدح أكثر عن مشكلة مزعجة تبنت تشخيصها وعلاجها بكل احترافية معهودة صحيفتنا المرموقة “اليوم” عبر ملفها (طرق الشرقية سالك وهالك..)، ووضع لها كتابنا الغيورون هنا عدة حلول ناجعة ومقترحات ناجحة تغني عن مائة مكتب هندسي واستشاري، هذه المشكلة أضحت كمعضلة مألوفة لدينا، مشكلتنا المعنية هي تلكؤ وفشل تنفيذ المشاريع والطرقات عندنا وتجميدها أحياناً رغم حرص ولاة الأمر على سرعة إنجازها بأكمل وجه، وكأن هناك ما يشي إلى أن تأخير تنفيذ المشاريع التي ضخت من أجلها المليارات من ميزانية الدولة وإفشالها يبدو أمراً متعمداً، فلن نستغرب إن رأينا كُوبري تم بناء نصفه وترك النصف الآخر معلقاً في الهواء، ولن نتفاجأ إن سلكنا طريقاً حديث سفلتة لا نعلم عن منتهاه شيئا وإذ بالسيارة تتقلب في العراء، وسنضع بالحسبان حال سيرنا في تحويلة، اما أننا قد نرتطم في دعامة خرسانية أو نواجه لفة (قوع حاد) لا تدركه الفرامل، يرى الأغلبية أن المقاولين المحليين عندنا في آلية تنفيذهم للمشاريع هم أشبه بالخياطين الذين يقومون بقص وتوسيع وترقيع وتضييق الجلبيات النسائية والدراريع!! أو كخياط رجالي يتدرب على تفصيل ثياب النوم أو (الإزار) الخاص بكبار السن، فتارة تجدهم يوسعون سفلتة الشوارع ومد الأرصفة لتغدو كملاعب كرة؛ وتارة يقلصونها حتى تبدو كأزقة أحياء قرى تكاد تمر منها عربات الخيول، أو وضعهم مطبات صناعية (جبلية) مهدئة للسرعة بالخطوط الطويلة ستجعلك زبوناً دائماً للورش ولمحلات قطع الغيار، التنسيق محدود والتخطيط مفقود، نتج عنها تحويلات كأنها الثعابين والدود، وأضحت كالجرب ينتقل من شارع إلى شارع ومن زنقة إلى زنقة..! لقد جلبت هذه التحويلات الكثير من الويلات، وكم مات بسببها شباب وعائلات من داخل بلادنا وخارجها، بل حتى بعد سرورنا بانتهاء سفلتة طريق أو صيانة نفق ما، فلا تمضي أيام في عدة أحيان من (الفتح المبين) للطرقات المغلقة إلا وتبدأ العيوب المصاحبة للدروب، تطفو على طبقات الاسفلت من سوء جودة المواد ورداءة العمل، والمحصلة خلل مريع يتبعه فشل ذريع؛ لتعاد الكرة إلى نقطة الصفر من جديد.
توجد طرقات بالمملكة غدت مُهلكة، ومضت عليها سنوات حولت محافظات ومدنا رئيسية لمثلثات، هي أشبه (بمثلث برمودا) يصبح الداخل لها مفقودا والخارج منها مولودا، على غرار مدينة الدمام التي يندر أن تلج بها طريقا إلا تجده مسدودا، بعد كل هذه الكوابيس وعندما تعالت أصوات النقد آخرها من مجلس الشورى إذ بنا نفاجأ بالرد المضحك المبكي القائل: إن طرقنا نفذت وفقاً لمواصفات عالمية وبالجودة المطلوبة..!!
من الأخير (كش مقاول) لكل مقاول غير كفء سواءً وطنياً أو غير وطني، لم يجعل مخافة الله نصب عينيه ولا ثقة ولاة الأمر فيه محل تشريف لكتفيه، ولا هم له سوى إيجاد أرخص عقود لمقاولي باطن، ومتعهدي مانحي كورسات تطبيقية مدفوعة الثمن لعمالة رخيصة متردية على حساب الجودة، وتبديد لثروات الوطن وإهلاك لحياة وممتلكات المواطن، ليتم تعميد المقاول الأجدر لا الأوفر، لنخلق الفرص لمهندسي الوطن من شبابنا المؤهلين الذين تم وأدهم مع شهاداتهم في منازلهم، أو تهميشهم عبر تعيينهم في مواقع عمل ناهبة لإمكانياتهم وناضبة لمهاراتهم لكونها لا تناسب تخصصاتهم، وبإذن الله هم الأقدر وتجاربنا السابقة خير برهان، فكفانا تهميشاً لأبنائنا، وبما أننا ننشد التطور فالدول المتقدمة نهضت بسواعد أبنائها لا بسواعد وافديها..!
نقلا عن اليوم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال