الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
awalmatar@
مجتمعنا متنوع وشاب وكان نصيبه أن يكون في باطن أرضه الواسعة مايقارب خمس نفط العالم الموجود حاليا ويضم في جنابه أقدس بقاع الارض مكة المكرمة والمدينة المنورة بما تمثلانه لما يتجاوز مليار مسلم. أضف لذلك توفر ساحلين بحريين طويلين وتضاريس مختفة بأجواء متباينة. هذا التنوع والامكانيات يفترض بها أن تأخذنا الى مصاف الدول الكبرى في العالم وبمستويات رفاهية تسعد جل المواطنين ولكن الواقع يقول غير ذلك للأسف.
سعت الحكومة ومنذ سبعينات القرن المنصرم على وضع الخطط التنموية والتي تهدف في الأساس الى تنمية مصادر دخل المملكة وتوفيرالخدمات للمواطنين وصرفت المبالغ الطائلة لتحقيق هذا الهدف. استمر التوجه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله وبوتيرة متسارعة انتجت طفرة تنموية مستمرة من سنة 2004 حتى الان أثمرت عن مشاريع تنموية كبيرة شملت مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية وعلى الخصوم الصحة والتعليم ،النقل ،الاسكان والعمل وهي أكثر مايشغل بال المواطن في المجمل . الأداء الحقيقي لهذه التوجهات تباين بينها بشكل عام وهذا ما انعكس على المواطن العادي بشكل خاص (موظف متزوج براتب لايتجاوز ال 8,000 ريال ) .
تحدثا في العديد من المقالات عن الصعوبات الي تواجه المواطن في الحصول على الخمات بشكل عام والقطاعات التي ذكرتها قبل قليل بشكل خاص والتي تستوجب العمل على حلها بشكل سريع ومنظم لتوفير الرفاهية الحقيقة التي يأمل بها كل فرد منا. توفير هذه الرفاهية يستوجب النظر لأمور أساسية أخرى تهمنا جميعا (ربما بدرجات متفاوتة) والتي حاولت تلخيصها بالشكل التالي :
•أعباء الحياة تتزايد باستمرار وحتى في حالة ارتفاع الدخل مع الزيادات السنوية للعاملين الا أن الغلاء المستمر ونمو حجم العائلة يستهلكها بالكامل بحيث ينعدم تأثيرها لفئة كبيرة من المواطنين.
•توجه الدولة نحو زيادة نسبة توظيف السيدات يساهم في زيادة انتاجية المجتمع بلاشك اضافة لتقليل الاعتماد على العمالة الاجنبية ومايتبعه من تسرب مالي في الاقتصاد المحلي لكن في ظل نمو المجتمع وتوسع المدن ، أصبح موضوع التنقل هو الشغل الشاغل للمرأة سواء موظفة أو طالبة.
•موضوع سياقة المرأة للسيارة أشبع دراسة وتحليل من مختلف الاتجاهات ولكن يبقى المواطن العادي يعاني من الجهتين. الدخل لايكفى من جهة لتحمل التكاليف وفي نفس الوقت يعاني عند الاستقدام من ارتفاع أسعار المكاتب من جهة وضياع وقته وماله بسبب المماطلة والبيروقراطية من جهة أخرى.
•توفير كراسي التعليم الجامعية لأبناء المواطنين أصبح أسهل من ذي قبل في ظل التوسع في افتتاح الجامعات واستمرار برنامج الابتعاث لكن ماذا بعد التخرج. مافائدة شهادة جامعية يبقى صاحبها منتظرا سنوات عله يحصل على وظيفة تناسبه. تكلم الكثير من مسؤلين ومحللين عن وجوب ربط التخصصات الجامعية مع سوق العمل ولكن مانراه هو استمرار تخريج دفعات التخصصات الادبية على سبيل المثال.
•لماذا يتوجه مئات الآلاف من المواطنين في عطلة نهاية الأسبوع لخارج المملكة للبحث عن متنفس لهم وعوائلهم. الايمكن توفير نفس الخدمات التي توفرها دول تعتبر الأقرب لنا ثقافة وعادات بما يساهم في توفير دخل المواطن وراحته.
•ماهو مستقبل أبنائنا من جميع النواحي ، هل ستتوفر لهم فرصا مساوية أو أفضل لما حصلنا عليه.
مايحتاجه المواطن هو وظيفة، سكن ،مدارس لأبنائه ونظام صحي شامل يغنيه عن البحث عن واسطة أو تحمل تكاليف فوق طاقته. لو توفرت له هذه الاساسيات سهل له التعامل مع باقي التحديات. الطفرة التي نعيشها أقرب ماتكون هبة من الله لتساهم في التأسيس لغد أفضل متى ماتم استغلالها بالشكل الأمثل.
المطر
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال