الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
Sam_Tardi@
في الآونة الأخيرة بدأ العالم بتداول مصطلح “الاقتصاد المعرفي” والإعتراف بأهميته كمحرك أساسي لاقتصاد العديد من الدول وتم تصنيفه كخيار استراتيجي كان ولازال يقود الكثير من دول العالم نحو تنمية مستدامة تعتمد على رأس مال بشري. فمثلاً عن طريق الاقتصاد المعرفي تمكنت كوريا الجنوبية من ترميم اقتصادها والتحول من دولة فقيرة الموارد إلى واحدة من أهم الدول عالمياً في الصناعات الإلكترونية المتطورة، ومن خلال هذا النوع من الاقتصاد أيضاً تمكنت سنغافورة من التحول إلى واحدة من أكثر الاقتصادات تقدماً بثالث أعلى مستوى لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في العالم.
ماهو الاقتصاد المعرفي؟ هو اقتصاد مبني على المعرفة، يعتمد على التقنية حيث يقوم بتوظيفها بغرض تحسين نوعية الحياة بكافة مجالاتها وأنشطتها من خلال الإستفادة من التطبيقات المعلوماتية المختلفة. هذا النوع من الاقتصاد لايعتمد على آبار نفط أو على مناجم ذهب أو على موارد طبيعية ناضبة ولكنه اقتصاد يعتمد على غرز المعرفة في العقل البشري.
بدأ الابتعاث في المملكة العربية السعودية في عام 1346هـ عندما أمر الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بإرسال الطلبة للدراسة في الخارج على حساب الدولة، وعلى خطى والده في عام 1426هـ أي قبل حوالي 10 سنوات قرر الملك عبدالله بالتوجه نحو الاقتصاد المعرفي بشكل رئيسي عن طريق برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي وتم تخصيص ميزانية كبيرة من الدولة لدعم البرنامج، منذ ذلك الوقت حتى اليوم بلغ عدد المبتعثين الدارسين في الخارج حوالي 150 ألف مبتعث ومبتعثة في أكثر من 30 دولة حول العالم، لنجد أنفسنا اليوم في وطن يملك كوادر بشرية بشهادات من أرقى الجامعات العالمية، وطننا اليوم يملك براءات اختراع وبحوث مميزة في مختلف المجالات العلمية تمت كتابتها وصياغتها بأيدي سعودية، وطننا اليوم يملك عقول تميزت وتفوقت على غيرها وحققت جوائز عالمية، وبذلك نستطيع القول بأن وطننا اليوم يملك ثروة غير ناضبة.
ماذا نريد الآن؟ نريد أن نستغل الثروات البشرية ونستفيد من كل الاختراعات والبحوث التي قام بها المبتعثون والمبتعثات، نريد بيئة ملائمة تسمح للشباب والشابات بتحقيق أحلامهم التي كتبوها في بحوثهم وتحويلها إلى واقع ملموس، نريد أن نزيل الغبار المتراكم على أفكارنا ونبدأ ببناء مستقبل يعتمد على “العقل” الذي سيبقى صامداً حتى آخر يوم في حياة البشرية، نريد أن نرى اقتصاد معرفي يقف مسانداً لاقتصادنا النفطي، نريد اقتصاد سعودي يسير بخطى واثقة نحو المستقبل دون الخوف من اقتصاد ناضب يعتمد على مورد غير متجدد.
بإختصار: برنامج الابتعاث يعتبر من أنجح الإستثمارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأنه قرر أن يُدخل اقتصاد المعرفة إلى استراتيجيات المملكة ويستثمر من خلاله في عقول أبناء وبنات الوطن.
خان
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال