الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص في قطاع البتروكيماويات
في كل يوم وعند كل صباح نقرأ في وسائل الإعلام المختلفة بأننا السعوديون الأعلى في معدلات استهلاك الطاقة في العالم وهذه المعدلات في ازدياد كل سنة بشكل مخيف,أصبح الواحد منا تحت المجهر لما نستهلكه من مياه وكهرباء في منازلنا وفي مكان عملنا.
الكثير منا أصبح يردد مقولة أننا بخير والبترول يكفينا ويكفي غيرنا وكأننا بذلك نوهم أنفسنا بقول عيش يومك ورزق بكرة على بكرة.
يوميًا وفي بلادنا الغالية نستهلك قرابة 4 مليون برميل نفط مكافيء وهذا الرقم المخيف في تزايد مع مرور الوقت ويعتقد الخبراء بأننا سنصل إلى ضعف هذا الرقم في السنوات القليلة القادمة إذا لم يتم تدارك الأمر والسيطرة على هذه الكميات الهائلة من الإستهلاك.
إن استهلاكنا للطاقة المحلية يتلخص في ثلاثة قطاعات كما كشفت عنها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة في البرنامج السعودي لكفائة الطاقة بأنهاتستهلك حوالي 90% من الطاقة وهي قطاع المباني والقطاع الصناعي وقطاع النقل.
إنه وكما تشير الدراسات المحلية بأن أسباب ارتفاع الإستهلاك المحلي للطاقة يعود إلى القصور المعرفي لدى المستهلكين بالطرق الصحيحة لترشيد الطاقة على الرغم من وجود بعض الإتجاهات الإيجابية لفهم طرق ترشيد الإستهلاك.
الترشيد في استخدام الطاقة عبارة عن مجموعة من الطرق الحيوية التي يجب توفرها للجميع بسُبل ميسرة وأسعار مرضية ناهيك عن الدور الكبير للطرق الحديثة في هندسة بناء المباني والمنازل والتي تساهم في تقليل استخدام الطاقة والتي تسمى الأبنية الخضراء,هناك الكثير من الطرق الفعالة التي تخلق منظومة متكاملة من الترشيد النافع وذات الأثر الإيجابي الأسرع.
من طرق الترشيد الذي شع نوره عبر وسائل الإعلام والرسائل التوعوية طرق العزل الحراري وهو أحد الجهود الممتازة التي تحد من الإستهلاك العالي للطاقة ولكنه بكل تأكيد لن يكون الحل الجذري للمشكلة فاليد الواحدة لاتصفق رغم أنها ميسرة ولاتشكل من مجموع قيمة البناء إلا حوالي 5 إلى 6% مما يخفض تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية ( فاتورة الكهرباء الشهرية) بنسبة تصل إلى 50% عند تنفيذ أفضل طرق العزل.
الترشيد في استخدام الطاقة ليس حكرًا على المواطن فالكل يحمل ذات المسؤلية تجاه وطنه ومجتمعه وأجيالنا القادمة ,فالشركات والمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة مطالبة بالترشيد وهي ذات أولوية لما تملكه من إمكانات ممتازة ماديًاولوجستيًا ولعلنا نعي بأن الترشيد في إستخدام الطاقة يأتي من إيماننا بأهميته لنا ولأجيالنا القادمة لمستقبل أبنائنا ووطنا كما أنه يجب علينا أن نعي أن أسوأ استخدامات البترول هو حرقه من أجل الحصول على الطاقة! والأولى تكريره واستخدامه في الصناعات البتروكيمائية التي من شأنها أن تزيد من فرص العمل للشباب السعودية وتأتي بمدخولات عالية لوطننا وشعبنا وأن نلتفت إلى الطاقة الذرية والمتجددة بعين متفائلة لنجد ثمرتها في المستقبل وكلي ثقة بأن مجتمعنا الراقي سيعمل بكل إيجابية في الترشيد في إستخدام الطاقة وتفعيل استخدام الطاقة المتجددة في المستقبل القريب.
ناصر
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال