3666 144 055
[email protected]
باحث في مجال الأعمال
alolayana@
استعرت عنوان “داعش كستار أب” ISIS as Start-Up من مقال نشر في موقع ميدم medium.com المعروف بنشر القصص والأفكار الغريبة.
داعش كلمة أصبحت تتردد بكثرة على ألسنة الناس والأخبار وتويتر, وهي ترمز إلى مجموعة شيطانية تحمل فكر متطرف وتدعي بأنها “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.لن أتعرض في هذا المقال لخلفية داعش الدينية أو كيف تكونت وأصبحت واقعاً,ولن أتحدث حتى عن تمويلها ومصادر دخلها المتعددة لأن الباحثين المتخصصين أمثال منصور الهجلة,نواف القديمي, وعادل الكلباني وغيرهم تطرقوا لأصل داعش و كيف تكونت وهل هي “نبتة سلفية” أم أنها شربت من ماء “السلفية النجدية” وغيرها, ولأن هذا أيضاً ليس من دائرة اهتماماتي البحثية المنحصرة حول المال والأعمال.
الذي أثار اهتمامي حول “داعش”هو أننا لو تخيلنا أن “داعش” كانت ستارت أب أو شركة تجارية بدلاً من حركة متطرفة, ما هي الخدمات والمنتجات التي من الممكن أن تقدمها لعملاؤها,وماهو الدخل السنوي المتوقع لمثل هذه الشركة وقيمتها السوقية؟.
حتى نستطيع أن نتخيل ماهي الخدمات التي ممكن أن تقدمها داعش كشركة فمن الممكن مقارنتها بشركة مثل بلاكوتر الأمريكية (Balckwater) المشهورة بعملياتها العسكرية التي تنفذها للحكومات,والتي تقدم خدماتها وبرامجها لمن يستطيع أن يدفع, وتقدم ولائها بشكل أساسي للدولار.
تدرب بلاكوتر أكثر من 40 ألف شخص سنوياً في مدارسها الداخلية الخاصة القابعة في نورث كورولاينا,فإذا افترضنا أن أحد خدمات داعش كشركة هو التدريب العسكري, فإنه يقدرعدد “داعش” بحدود الـ 50 ألف شخص,فإذا كان متوسط ما قد تأخذه على المتدرب الواحد 12 آلاف دولار للسنة, وبالتالي فإن دخل شركة “داعش”السنوي تقريباً من مدارسها فقط أكثر من 600 مليون دولار.
بالتأكيد,فإن مدارسها الداخلية تحتاج إلى أسواق ومطاعم وأماكن للترفيه حتى يستطيع المتدربون أن يتبضعوا لاحتياجاتهم ويحتلفوا بمناسباتهم,فإذا قدّرنا احتياجات التسوق للمتدرب الواحد بمتوسط 8 آلاف دولار سنوي, فإننا نتكلم عن دخل إضافي بما يقدر ب 400 مليون دولار سنوي.
تنتج “داعش” فيديوهات وتنشرها على اليوتيوب وتحقق مشاهدات واسعة وكبيرة, عن طريق برنامج مشاركة يوتيوب في إنتاج المحتوى والذي يعتمد على مدى اندماج المشاهدين وتفاعلهم مع مقطع اليوتيوب, تستطيع شركة “داعش” تحقيق حوالي 7 مليون دولار سنوي.
في عام 2010, فازت شركة بلاكوتر بعقد للقيام بعمليات عسكرية بمبلغ يزيد عن 5 مليار دولار لمدة خمسة سنوات من الحكومة الأمريكية فقط –عدا العقود التي فازت بها عن طريق حكومات وجهات أخرى-. إذا نظرنا إلى كمية الحروب والعمليات العسكرية التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط فأعتقد بأن شركة “داعش” سوف تحصد عقود أكبر و عملاء أكثر. لذا, أتوقع أن تزيد العقود التي تحصل عليها “داعش” عن 8 مليار دولار.
العمل كوسيط وموزع للسلاح في المنطقة قد يكون مصدر دخل سنوي مهم لـ”داعش”. هناك جهات عديدة في منطقة الشرق الأوسط يعتبرون من أهم وأبرز عملاء شركات السلاح. وحيث أن أغلب شركات السلاح تعمل في دول ترعى “حقوق الانسان”, فإن شركات السلاح تجد حرجاً في التعامل المباشر مع عملاءها في الشرق الأوسط, فالعمل كوسيط وموزع معتمد يعظم من دخل شركة “داعش” السنوي, وبالتالي من قيمتها السوقية.
من خلال حسبه مبدئية, أعتقد بأن القيمة السوقية لشركة “داعش”(التخيلية) سوف يتجاوز الـ10 مليار دولار مع فرص كبيرة للاستمرار في العمل والزيادة في الدخل, ويعتبر هذا دخل هائل لأي ستار أب أو شركة ناشئة.
لكن إذا قارناً هذا الدخل لشركة “داعش”, بدخل حركة “داعش”, سنجد أن “داعش” الحركة تملك أبيار للنفط تدر 3 مليون دولار كدخل يومي, كما تملك أرضاً يقدر حجمها بحوالي 360 ميل أو 600 كيلو متر تقريباً. إلا أن فرص التوسع المستقبلية واستمرارية الدخل لحركة “داعش” غير مشجعة ولا ممكنة, بل هي قد بدأت بالفعل في خسارة بعض الأراضي التي استولت عليها.
إن عالم الأعمال اليوم يقدم بديل حضاري للنقاش والصراع بين الأمم من خلال المبادرة والابداع والتنافس, فعلى الرغم من أن شركة “داعش” (التخيلية) ستُوصف بالحدة في المنافسة (بل ربما تستخدم استراتيجية قطع رؤوس المنافسين), ومحاولة الكسب وتحقيق الهدف بأي وسيلة كانت, لكن من المؤكد بأنها كانت ستجني أرباح طائلة يُسعد بها أصحاب المصلحة المختلفين.
العليان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734