فقر الطاقة

باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
Sam_Tardi@

عندما ينقطع التيار الكهربائي عن بيوتنا لدقائق نشعر وكأن الحياة توقفت فنصبح في حالة استنفار، ولو استمر الانقطاع لساعات نترك المنزل ونتجه إما لبيوت أقربائنا أو الجلوس في سياراتنا. مالا يعرفه الكثيرين أن هناك جزء من العالم لازال يعيش بدون كهرباء، هناك جزء من العالم لازال يستخدم النار كوسيلة للتدفئة والإضاءة، هناك جزء من العالم لايرى النور سوى في النهار ويقضي الليل إما في ظلام كاحل أو في برد قارس.

 
ماهو فقر الطاقة؟

يمكن تعريف فقر الطاقة بأنه عدم توفر موارد طاقة كافية وميسرة التكلفة لتعزيز النمو الاقتصادي وتلبية احتياجات الإنسان الأساسية. يشير التقرير الصادر من منتدى فيينا للطاقة عام 2013 أن 1.2 بليون شخص محرومين من الطاقة الكهربائية في العالم، و2.8 بليون شخص لازالوا يعتمدون على الأخشاب ومكونات حيوية كمصدر للوقود في منازلهم. المشكلة لا تكمن في حرمانهم من الكهرباء فقط ولكن الاعتماد على هذا النوع البدائي من الوقود يؤدي إلى تلوث هوائي يدمر صحة الكثيرين ويتسبب في وفاة حوالي 4 ملايين شخص سنوياً.

 
ربما يتسائل الكثيرين هل هنالك منظمات معينة تهتم بموضوع فقر الطاقة؟

نعم. فقد تم إنشاء صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) عام 1967 حيث تعتبر(أوفيد) مؤسسة تمويل انمائي، حكومية دولية أسستها الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). أهم أهداف (أوفيد) الأساسية تتمركز في تقديم المساعدة للبلدان الفقيرة منخفضة الدخل ومساعدتهم في السعي نحو التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

الأمر الغريب والذي سيتعجب منه الكثيرين أن هنالك ظواهر لوجود فقر الطاقة في دول الشرق الأوسط المصدرة للنفط ! وهذا يعني أن هذا النوع من الفقر لا تقتصر أسبابه على عدم توفر الموارد فقط ولكن سوء توزيع الطاقة الكهربائية محلياً في بعض الدول من الممكن أن يكون أيضا أحد أسباب انتشار فقر الطاقة..

في الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول من مشكلة التزايد في استهلاك الكهرباء و قيام الهيئات و المنظمات بمبادرات تسعى نحو التقليل من هذا الارتفاع والتخفيف من استنزاف الطاقة، يعيش جزء آخر من العالم في فقر لايعلم به سوى الله. فلو كنت الآن تجلس في بيتك، تشاهد التلفاز، غرفتك مضاءة وتستمتع بكافة أنواع الأجهزة الكهربائية .. لاتنسى أن تشكر الله…

خان