3666 144 055
[email protected]
رئيس تنفيذي لشركة استثمارية – دبي
ahmad_khatib@
الاستثمار كما أعرفه هو أن يقوم الشخص بتشغيل أمواله في نشاط تجاري على أمل أن تزيد أمواله عبر الربح، لو نجح الاستثمار أو تنقص لو أخفق. غالبا ما يتم تشغيل الأموال التي لا يحتاجها المستثمر خلال فترة قريبة لسداد التزاماته الآنية لأن الأموال تحتاج إلى فترة لتحقق أرباحا والأهم أنها أيضا معرضة للخسارة.
المستثمر يقوم بدراساته الخاصة عن النشاط الذي ينوي تشغيل أمواله فيه ويحدد أهدافه الربحية ومدى إمكانية تحقيقها خلال فترة زمنية معقولة. المستثمر الناجح هو من يصيب في دراسته و يتحلى بالصبر على الدورات الاقتصادية ليحقق أهدافه ثم يكرر التجربة مرات ومرات وفي النهاية يكون حجم المرات الناجحة أكبر من تلك الخاسرة فيصبح رابحا بالإجمال.
لا يوجد نشاط اقتصادي في العالم على مر التاريخ من النوع غير المعرض للخضات أو التراجعات. ويندر أن نجد نوعا من النشاط الاقتصادي الذي أنتج خسائرا فقط دون أرباح. على مستوى الأفراد، لا يوجد من حقق أرباحا في كل عملية استثمارية قام بها بدون أن يخسر بعض المرات، لكن في المقابل يوجد الكثيرين ممن شغلوا أموالهم في مجالات مختلفة و حققوا الخسائر على الدوام. النوع الأخير أجد صعوبة في وصف ما يقومون به بالاستثمار، لذلك أُطلق عليه وصف التخبيص.
لا يمكن أن يحقق أحد الأشخاص الخسارة في كل محاولة يقوم بها دون أن يكون لا يعرف ما يقوم به أو أنه لا يتبع متطلبات الاستثمار. لذلك فهو يُخبص ويلوم غيره.
أتابع مؤخرا ردات فعل من تأثروا بهبوط أسواق الأسهم. لا أقول أن المستثمر الحقيقي لا يخسر في حالات هبوط الأسواق، لكنه يبقى رابحا في الغالب بالإجمال. أرسل لي أحد هؤلاء مؤخرا خبرا مفاده أن المستثمر الشهير وارن بافيت خسر عدة مليارات مؤخرا بسبب هبوط الأسهم وأتبع الخبر بتعليق منه يقول فيه “الكل يخسر” مع وجه ضاحك. رديت برابط لموقع يظهر ثروة وارن بافيت بعد الخسائر والتي ما زالت بالمليارات وجلها حققه من الاستثمار في الأسهم، وعلقت “بافيت لا يخبص” وبدون وجه ضاحك لأَنِّي لا أرى الموضوع مضحكا بل مثيرا للشفقة.
من التعليقات التي لفتت انتباهي أيضا ذلك الذي يرمي بالمسؤولية على وزير النفط السعودي لأنه صرح أن السعودية لن تخفض إنتاجها من النفط. المسؤولية التي يعنيها ذلك الشخص هي عدم تمكنه من سداد التزامات إيجار منزله بسبب خسائره في سوق الأسهم. كنت على وشك أن أرد بأن أقترح على ذلك الشخص أن يشاور وزير النفط حول خطط المملكة المستقبلية قبل أن يتداول في السوق، لكنني لم أفعل.
تعليق آخر طالني شخصيا بسبب أحد مقالاتي مؤخرا والذي هاجمت فيه من يصر على الجهل ويرمي بأمواله بدون علم أو دراية ونصحت أن يتجه من لا خبرة له إلى الصناديق الاستثمارية. الاتهام كان أني أعمل دعاية للصناديق مع أني لم أسمي أي صندوق وأنني شريك في المؤامرة التي تهدف إلى “شفط” أموال المستثمرين. أُسقط في يدي ولم أتمكن من الرد، لأَنِّي لم أعرف كيف أنفي عملية الشفط.
في الختام، أتمنى التوفيق للجميع سواء مستثمرين أو مخبصين، وأتعهد بأني لن أشارك في أي مؤامرة لشفط الأموال من خلال مقالاتي. وأضيف أن ما نشاهده حاليا في الأسواق ليس فريدا من نوعه، فنحن سنشاهد ارتفاعات جديدة ولن يكون الهبوط الحالي آخر هبوط في الأسواق.
الخطيب
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734