3666 144 055
[email protected]
باستثناء أربعة مشاريع أو خمسة، في مقدمتها (جبل عمر) لم أر عندنا تطويراً عقارياً يستحق الذكر.. أكثر ما رأيت وما سمعت ممن اشتروا مساكن بنيت بشكل تجاري بعضها ينطبق عليه المثل (لابسة خلاخل والبلاء من داخل)!
ومنذ بدأت طفرة الأراضي قبل أربعين عاماً سن العقاريون الأوائل سنة غير حسنة تبعها العقاريون الجدد – الا من رحم ربي – حيث يقومون ببناء عشرين أو خمسين فيلا متناثرة في مخطط مساحته خمسة ملايين متر بهدف رفع قيمة الأرض ليس غير، فالبناء هنا ليس تطويراً بل هو وسيلة لرفع الأراضي البيضاء الشاسعة ليس غير.. وعندما يجمع المواطن ما وراه ودونه لشراء قطعة صغيرة كأنها نقطة في بحر المخطط الكبير ويبدأ في عمارها بقرض الصندوق العقاري وبالأسلاف يفاجأ بأن البنية التحتية للمخطط غير جيدة وربما مهترئة فإذا جاهد وكابد وسكن بعد ثلاث سنوات عجاف ظل عشرين سنة يعيش بين الغبار وجيوش العمال ومتفجرات آلات الحفر وصراخ القلابات تحمل الصخور والأتربة وأطنان الحديد حوله وحواليه في أجزاء من هذا المخطط الكبير الذي لن يكتمل الا بعد مرور عقدين أو ثلاثة!
لن نقارن التطوير العقاري لدينا بدبي، ولكن بمصر الحبيبة وهي أقل منا إمكانات مادية، في مصر تطوير عقاري حقيقي على شكل ضواح كاملة متكاملة إذا اشترى فيها المواطن وسكن اطمأن وارتاح فلن يعمر أحد حوله لأن جميع القطع السكنية معمورة والباقي حدائق جميلة ومرافق متكاملة ونوادٍ للحي ومتاجر كافية ناهيك عن المدارس والمساجد والمشافي..
ولا يقع اللوم هنا على الأفراد أو حتى شركات التطوير بقدر ما يقع على البلديات التي يفترض أن تلزم صاحب المخطط الكبير أو الشركة بالتطوير المتكامل.
نقلا عن الرياض
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734