الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص في قطاع البتروكيماويات
قد يسئم الكثير الحديث عن المستقبل النفطي والطاقة في المملكة العربية السعودية وعن تلك الدراسات التي تأتي من كل حدب وصوب للتشكيك في قدرة هذا البلد في إنتاج الطاقة وكأنهم وكلاء الله على أرضه ؟!
تشير التقديرات على أن العالم استهلك إلى حد الآن أكثر من 1 ترليون برميل نفط منذ بداية الصناعة في القرن التاسع عشر ومازال يوجد في باطن الأرض أكثر من 5 ترليونات برميل يمكن استخراجها, ونؤمن جميعًأ أن الوقود الأحفوري كان له دور بارز في التطور والصناعة خلال مئتي سنة ماضية وسيستمر دور هذا الوقود بارزًا مع تطور وسائل التنقيب عنه والمصادر التي كانت تستحيل على البشر سابقًا ولعل أبرز هذه المستحيلات قديمًا (النفط الصخري) الذي أصبح اليوم واقعًا ومزاحمًا للنفط التقليدي في البورصات العالمية والتي تأثرت به ميزانيات دول علمت أو لم تعلم أو لم تلقي له بالًا ولكنه أوجع بضربته الصخرية السوق العالمي بالكامل!
إن زيادتنا السنوية في استهلاك الطاقة الذي يقارب 8% رغم ماحبا الله هذه البلاد من قدرة إنتاجية هائلة يجعلنا نفكر كثيرًا في مستقبلنا ومايمكن أن نكون عليه لاحقًا في ضل تزايد الطلب على الطاقة في كل مكان, فمع الدراسات والبحوث التي دائمًا ماتعرّج على نضوب النفط في العالم بحلول عام 2040 وأن ذلك العام سيكون موعدًا للنقصان والإنهيار الإقتصادي للعالم .
نؤمن جميعًأ بأننا نرى بأم أعيننا تزايد عدد السكان والمباني والسيارات والمدن الصناعية والحضارية في ممكلتنا الحبيبة ومايصاحبها من زيادة بكل تأكيد في استهلاك الطاقة, وقد أفادت دراسة محلية بأننا سنصل يومًا في السعودية إلى استهلاك مايعادل إنتاجنا اليومي من البترول من أجل سد إحتياجنا الداخلي فهل فكرنا بماذا سنكون عليه؟ أو ماهي الحلول؟
إن تكرارنا لمسألة الترشيد ومانملكه من حلول في أيدنا في هذه اللحضة ليس كافيًا لحل المشكلة ومع الإنفتاح العلمي والتطور البحثي الذي نعيشه ووسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت تنقل الأخبار بحذافيرها لكل أطراف المجتمع يجعلنا نطمئن على أن المعلومة ستنتشر وأن الوعي لدى المجتمع سيزيد وأن الكل يعلم بأننا نحتاج إلى مصادر بديلة للطاقة تسد حاجتنا وتحفظ طاقتنا الحالية لمستقبلنا, أصبحنا اليوم نعيش واقع المطالبة بضرورة التحرك والعمل على إنجاز رؤيتنا وتطلعاتنا في مجال الطاقة الذرية والمتجددة فهي بعد الله صاحبة الدور الذي سيكون رياديًا مستقبلًا وأن تستمر المملكة في دورها الريادي والكبير في قيادة طاقة العالم وسد الإحتياج المحلي والعالمي من الطاقة, وسنبقى متفائلين رغم كل العقبات التي تواجه صانعي ومحفزي هذا القرار في وطننا.
إن الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة ليست موضة عصرية ولا حلولاً وقتيه بل هي توجهات دولية مضمونة لا ضرر فيها ولا تشكيك فمع الموارد الطبيعية التي أودعها الله عز وجل لكل الدول أصبح الإنسان في هذا اليوم قادراً على استخدامها في انتاج الطاقة وضمان المستقبل دون خوف أو ترهيب فالحديث عن الطاقة المتجددة يطول ولكن يبقى الحديث المشترك بين كل العٌقلاء أن هذا المصدر هو ثقة يمكن الارتكاز عليه لحفظ الموارد الطبيعية الأخرى الناضبة .
وماذا عسي أن أقول وهذه البلاد حوت بداخلها جواهر وكنوز حباها الله بفضله وكرمه واستوطن بها رجال ونساء قادوا ولازالوا يقودون هذا البلد لكل المحافل العالمية والطاقية وستستمر قيادتنا وريادتنا رغم كل الحاقدين والمشككين إذا ما استمر العطاء والوفاء.
ناصر
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال