3666 144 055
[email protected]
awalmatar@
المخاطر المرتبطة بالتجارة في أسواق الأسهم باتت معروفة للجميع(وان بدرجات متفاوتة) خصوصا بعد التطور في مستويات التعليم من جهة والمعرفة الاقتصادية عن طريق الاطلاع والمشاركة في وسائل الاعلام الحديثة من جهة أخرى. أضف لذلك، دورات الصعود والهبوط التي مرت على المتداولين خلال السنوات البسيطة السابقة ( بالخصوص 2003-2014) علمت المضاربين والمستثمرين دروسا قاسية في قدرات السوق ومفاجئاتها المستمرة وتأثير الدورات الاقتصادية عليه. هل تحقق الكلام السابق على أرض الواقع ؟
لنتابع حركة نفط برنت خلال ال 11 عاما السابقة. نلاحظ التذبذب الكبير لسعر الاقفال الشهري للنفط وتأثره بقوى السوق . حاجة البشر للنفط ،كونه سلعة ناضبة،تباين مصلحة الدول المنتجة بين قصيرة أمد وطويلة بالإضافة لتطور التكنولوجيا المستمر ، تلعب أدوارا رئيسة في التقلبات المستمرة .
في المقابل ، يعتمد دخل المملكة على مدخولها من النفط وبشكل يتجاوز 90 % مما يؤثر سلبا أو إيجابا على إنفاقها وبالتالي أداء إقتصادها. سوق الأسهم هو إنعكاس للنشاط االقتصادي في البلد ويتأثر به بشكل كبير جدا ونلاحظ في الرسم البياني التالي التذبذبات الكبيرة لمؤشر تداول للأسهم خلال نفس الفترة.
في الجدول التالي نتابع مقارنة بين سعر الإغلاق السنوي للنفط ومؤشر تداول للأسهم السعودية. في المجمل، تتفاعل سوق الأسهم إيجابيا مع ارتفاع أسعار النفط والذي يتبعه في العادة زيادة في الإنفاق الحكومي وبالتالي زيادة العمليات والأرباح لمختلف الأنشطة الإقتصادية لكنه ليس المؤشر الوحيد . أداء الشركات يتأثر بأداء الاسواق الدولية وخصوصا الشركات المصدرة إضافة لمدى توفر السيولة في أيدي المستثمرين.
المعلومات التي ذكرتها في الأعلى متوفرة للجميع سواء من وكالات الأخبار أو من تقارير بيوت الخبرة المالية والتي توفر دراسات متعددة ومستفيضة عن الوضع الاقتصادي العالمي والمحلي.
لنعد الآن الى سؤالنا الأساسي، هل أستفاد المستثمر الفرد من تجاربه السابقة وربط بين الأداء الاقتصادي،سعر النفط وأداء الشركات بشكل فردي؟ العديد فعلو لكن الكثير مازال يعاني ويتعرض لخسائر كبيرة في كل مرة . مالذي يدفع مستثمر صغيرالى الاندفاع في سوق الأسهم مع كل فورة ويمحي مااستطاع توفيره في سنوات خلال فترة لاتتجاوز بضعة أشهر؟.
نعم سوق الأسهم يوفر قناة سهلة وشفافة(الى درجة معقولة) لدخول عالم الاستثمار بعيدا عن مشاكل تأسيس شركات والمتابعة اليومية ولكنه في المقابل أدى لإفلاس الكثير من المستثمرين حتى الخبراء منهم .
لنضع بعض التوصيات والتي نتمنى أن تساعدنا لتقليل التعرض للمخاطر والمحافظة على رأس المال مع تحقيق نمو معقول.
*سوق الأسهم من أكثر أنواع الاستثمار مخاطرة وخصوصا على المدى القصير (حتى سنتين).
*أداء السوق يتأثر بالوضع الإقتصادي والتوقعات المستقبلية لأدائه(بما فيها سعر النفط مثلا).
*قد تنجح توصيات المضارين والمجموعات وتحقق لك بعض الأرباح يوما ما ولكن تذكر ، لن تكون أكثر من أداة يتم إستخدامك لتحقيق أهدافهم وستقع في الفخ أجلا.
*الجهل والطمع هما أكبر أسباب الخسارة في السوق، كونك شاهدت نشرة اقتصادية أو قرأت بعض التقارير لايعطيك الخبرة الكافية, أد واجبك وادرس المؤشرات الاقتصادية جيدا قبل المغامرة واسأل من تثق به.
لاتغامر بمبلغ وفرته لمنزل أو زواج ولاتغامر بكل رأس مالك، قد يحالف الحظ البعض القليل ولكن من واقع ملاحظة شخصية ومتابعة للمستثمرين، الأغلبية خسرو جزء من رأس مالهم ووضعو أنفسهم في مأزق.
*في اليوم الذي ترى نفسك قد تمكنت من السوق وعرفت كل أسراره، أنصحك بالخروج فورا فأغلب الظن أنك لن ترى الحفرة أمامك.
هذه بعض النصائح والتي أتمنى أن نأخذها بعين الإعتبار قبل المغامرة برؤوس أموالنا. التوجه نحو الاستثمار جيد جدا ويساعد الفرد على تعديل وضعه المالي لو نجح ولكن، لندرس الأوضاع جيدا أولا.
المطر
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734