3666 144 055
[email protected]
منذ أن تأسست الهيئة السعودية للمهندسين بقرار مجلس الوزراء قبل 12 عاما، والمجهودات الجبارة التي بذلت من الاعضاء السابقين لمجلس الادارة في دوراتها الأربع فيما يخص “الكادر الهندسي” محل تقدير وثناء، فموضوع الكادر ظل وسيظل هاجسا مؤرقا لكل عضو منتخب لمجلس الادارة على الرغم أنه لا يمس سوى 16% من المهندسين السعوديين فقط، ورغم أن هذه النسبة ليست بالعظمى من تعداد المهندسين السعوديين، إلا أنها ذات أهمية قصوى بالنظر الى ما تُديره تلك الشريحة من مشاريع حكومية جبارة تزيد عن 450 مليار ريال سنويا، كما أن التسرب الحاصل من مهندسي الحكومة الى القطاع الخاص بسبب تدني الرواتب أصبح مصدر قلق، اذا تشير الارقام الى أن مهندسي الحكومة في عام 2005 تجاوزوا 12000 مهندس، بينما اليوم العدد أقل من 6000 مهندس سعودي، وهذا نذير سيء ب”أجنبة” الوظائف الهندسية في الحكومة، أي تحويلها لمهندسين أجانب بدلا من سعودتها.
ما يهمنا في خضم الحديث عن الكادر وانتخابات الهيئة السعودية للمهندسين التي تدور رحاها هذه الأيام هو معرفة أن الكادر اليوم أصبح قرارا سياديا ولا يمكن لأي عضو أن يفعل أكثر مما فعل سابقا، حيث اُعتمد من مجموعة من الوزراء ونوقش في مجلس الشورى ومر بجميع الخطوات التنظيمية اللازمة، ولم يتبق إلا القرار السيادي فقط، لذا فإن الضرب على وتر دعم الكادر أصبح جملة مفرغة من المعنى وتدل على عدم المعرفة ببواطن الأمور، وتبني عبارة “دعم الكادر الهندسي” باعتقادي هي متاجرة بالمشاعر أكثر من كونها فعالة.
وهنا أتذكر عبارة للوزير غازي القصيبي رحمه الله ردا على تسريب معلومات عن القرارات الحكومية الى الشارع قبل صدورها حيث قال ” الذين يعلمون لا يتكلمون، والذين يتكلمون لا يعلمون”، وهذا بالفعل واقع من يتحدث عن دعم الكادر رغبة في جمع الأصوات من الناخبين، والكادر الهندسي اليوم يحتاج من الاعضاء مزيدا من التسليط الاعلامي من خلال الصحف والتلفزيون حول أهميته والاضرار المترتبة على تأخره ونشر الاحصائيات الحالية والواقعية للرأي العام والخاص حتى يرى متخذ القرار مدى أهمية اعتماده، وهذا فقط هو المتاح حاليا.
المهندس السعودي واعٍ جداً الى درجة مرهقة على أي عضو مجلس ادارة يمر على الهيئة، ولا يمكن أن يتم تمرير معلومات أو أخبار مغلوطة عليه، كما أنه مطلع جدا على كافة أمور مهنته، وأكاد أجزم بأنه يطلع يوميا على مئات المعلومات والأرقام يوميا بحكم عمله، وهذا النوع من الناس لا يمكن التعامل معه الا بالشفافية فقط والقدرة الفائقة على التحمل والإلمام وبذل الجهد الجبار لخدمته والتوافق مع تطلعاته، وإلا فإن مقعد المجلس شاغر حتى يتم ملأه.
تركي
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734