الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رئيس تنفيذي لشركة استثمارية – دبي
ahmad_khatib@
يترقب المهتمون بسوق الأسهم في المملكة العربية السعودية بداية تداول المستثمرين الأجانب في السوق خلال عام ٢٠١٥. طال الحديث عن فتح السوق أمام الأجانب منذ مرحلة انهيار الأسهم وحتى الان، لكن القرار اتخذ ويبقى بدء التنفيذ.
الكثيرون ينظرون إلى وقت دخول الأجانب كانتقال من الهبوط إلى الارتفاع وكأنهم يتوقعون أن يختلف سوق الأسهم الذي يتداولون فيه. لهؤلاء أقول، لن تختلف أساسيات السوق الذي تداولون فيه. فالشركات نفسها والهيئات الرقابية لن تتغير والغالبية العظمى من المتداولين ستبقى نفسها. لا أقلل هنا من أهمية القرار و فتح فرص استثمارية جديدة وإمكانية زيادة أحجام التداول، لكنني أحذر من يتوقع أن يربح فقط لأن السوق أصبح مفتوحا للأجانب بأنه سيفاجأ.
المستثمر الأجنبي لن يأتي ليوزع أمواله على المستثمرين المحليين ويعوضهم عن خسائرهم السابقة، ولن يأتي وهدفه تحسين وتطوير السوق المحلي. الأجنبي سيأتي بحثا عن الفرص وعن الربح، وهو ليس ساحرا، فمن الأجانب من هم خبراء في الأسواق المالية ومنهم المضاربين والكثير منهم يدخل الأسواق بدون علم أو خبرة.
لا أدعي الفراسة ولا أدعي معرفة زائدة. المستثمر الأجنبي هو نفسه الذي يتداول في أسواق خليجية وفي أسواق العالم. سؤال للحالمين، هل يختلف أداء سوق دبي مثلا لأنه مفتوح أمام الأجانب.
نبحث دائما عن أسباب لتحسين العائد على استثماراتنا لكن معظمنا للأسف يستمر في البحث والتركيز في الاتجاه الخاطيء. لا يمكن فهم كيف يبني أي مستثمر قراراته الاستثمارية بناء لدخول المستثمر الأجنبي أو ارتفاع أسعار النفط أو فرض غرامات على متلاعبين في الأسواق بدلا من أن يصرف وقته وجهده في المكان الصحيح. ما أعنيه هو تحليل الشركات التي ينوي الاستثمار بها ووضع الأهداف الاستثمارية وزيادة خبرته في الاستثمار. كل ما عدا ذلك أخبار عابرة سيمر الكثير والكثير منها الان وفي المستقبل.
أداء الشركات وعملها هو الثابت وهو الذي يعطي العائد في النهاية. مهما تقلبت الأسواق، الشركات الرابحة ستعطي ربحا والشركات الخاسرة ستؤدي الى خسارة المستثمرين.
المستثمر الأجنبي العشوائي سيعاني أيضا. اذا تداول أي شخص عشوائيا في السوق فإنه لن يحقق ربحا بسبب الجنسية التي يحملها ولن يشفع له أنه دخل السوق بعد طول انتظار. وهو أيضا سيتعرض للخداع اذا اتبع التوصيات الوهمية والإشاعات. لا يتخلف هنا كل ما قلناه سابقا عن أسباب خسائر المتداولين بجهل في الأسواق. الأساس هو طريقة الاستثمار وليس الوقت أو المرحلة أو أي شيء اخر.
السوق السعودي أهم وأقوى أسواق المنطقة وأكثرها إمكانية للتطور، لكنني لا أعول كثيرا على دخول المستثمر الأجنبي. ما أعول عليه لتطور السوق هو الإجراءات التي بدأت تظهر مؤخرا باتجاه زيادة فعالية الرقابة والشفافية والتي سيكون لها أثر إيجابي كبير جدا في المستقبل. العامل الاخر والأهم برأيي، هو الاستراتيجية الجديدة والتي تهدف إلى زيادة حصة الاستثمار المؤسسي على حساب الاستثمار الفردي.
على الرغم مما تقدم، فإنني أؤكد أن أي تطور في الأسواق المالية لن يمنح أبدا الفرصة لمن يتداول بجهل، ولن يوقف هبوط الأسواق فهي ستبقى تمر بمراحل ارتفاع وانخفاض. تطور الأسواق المالية سيفيد فقط المستثمر المحترف والذي يبحث عن الاستثمار بدلا من الثراء السريع.
الخطيب
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال