3666 144 055
[email protected]
معظم الاقتصاديات العالمية الناجحة تعتمد بشكل كبير على -الاستدامة الاقتصادية- والتي تهدف إلى الاستمرارية في العطاء الاقتصادي وعدم توقف الإيرادات واستمراريتها للأجيال المستقبلية. الأوطان ستبقى بيئة مستمرة حتى قيام الساعة، لذلك كل جيل يأتي سيكون مسؤول عن قراراته وتصرفاته واستثماراته لأنها بشكل أو بآخر ستأثر على الجيل الذي سيأتي من بعده.
الطاقة بمختلف أنواعها أصبحت المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي المستمر للاقتصاد العالمي في عصرنا الحالي، فالدولة التي تملك مخزوناً نفطياً وفيراً ستكون بلا منازع ضمن قائمة أقوى الاقتصاديات العالمية حتى و إن كان اقتصادها ركيك و غير مستدام. فبسبب النفط مثلاً احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الـ 20 في قائمة أكبر اقتصاديات العالم على حسب تصنيف البنك الدولي لعام 2014م، لكن مع ذلك أصبح اعتماد المملكة العربية السعودية على مورد اقتصادي واحد ناضب من المواضيع المثيرة للجدل الآن. أردت في هذا المقال أن أتحدث عن الطريقة المفترض اتباعها ليتحول اقتصادنا إلى اقتصاد مستدام، كيف؟ هناك ثلاثة جوانب رئيسية لكل برميل نفط يتم انتاجه وتصديره من المملكة العربية السعودية إلى الدول الأخرى:
الجانب الأول: جزء من الموارد النفطية يتم استهلاكها لمقومات الحياة الأساسية من كهرباء، وقود ، رواتب ومصروفات محلية للدولة.
الجانب الثاني: جزء من الموارد النفطية يتم استهلاكها في البحث عن آبار نفط جديدة أو مصروفات لتحسين و تطوير التكنولوجيا المستخدمة في الحفر.
الجانب الثالث: هو الفائض الذي تجنيه الدولة بعد الانتهاء من التزامات الجانب الأول والثاني، وهذا الفائض يتم استخدامه للنمو والازدهار في مختلف القطاعات: العمرانية، الصناعية أو المواصلات. و من المفترض أن يتم استخدام هذا الفائض أيضاً في بناء قاعدة اقتصادية جديدة متجددة تضمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة، و لكن هل تم استهلاك الفائض في بناء هذه القاعدة الاقتصادية بشكل صحيح؟ بالرغم من الاتجاه العالمي منذ سنين نحو بدائل النفط كالطاقة النظيفة أو الطاقة النووية للأسف كانت ولازالت المملكة العربية السعودية معتمدة على النفط كمصدر دخل واحد.
ربما يأتي في أذهان البعض أن الجيل الحالي وجد نفسه على هذه الأرض وهو ينعم بخيرات آبار النفط بدون أدنى تخطيط من الأجيال السابقة، لذلك يقتنع البعض أن الأجيال القادمة ستجد مورداً اقتصادياً مماثلاً للنفط ولا داعي للتوفير أو لإيجاد البديل الآن. في رأيي الشخصي هذا التفكير يعكس أنانية الجيل الحاضر، لأننا لا نريد أن نبني مستقبل أبنائنا و أحفادنا على “كف عفريت”! بل نريد اقتصاداً مستداماً يضمن لهم مستقبلهم.
خان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734