الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في يوم الجمعة الثالث من ربيع الأول تودع الأمة أحد رموز النهضة في بلاد الحرمين، أكثر من تسع سنوات مضت منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- مقاليد الحكم، ووضع من اليوم الأول الخطوط العريضة لسياسته التي تعتمد التنمية الشاملة للوطن وعلاج المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بمستوى المواطن السعودي في أي مكان في هذا الوطن المعطاء.
لقد شهد الوطن خلال عهده إنجازات كبيرة، تمثل تحولا تنمويا، وسعى خادم الحرمين الشريفين في تحقيق منجزات كبيرة في فترة وجيزة جدا، فقد قاد نهضة شاملة بدأت بالعناية بالعنصر البشري حيث تضاعفت مؤسسات التعليم في المملكة خلال فترة قصيرة فهيأت للمواطن فرص التعليم في جميع مناطق المملكة، وتضاعفت أعداد المبتعثين في أفضل الجامعات في العالم في التخصصات المختلفة، فسياسة القائد -رحمه الله- تعتمد على أن التعليم أساس للارتقاء بالمجتمع ومطلب أساس للتنمية، والمجتمعات في العالم اليوم أصبحت تتنافس في المعرفة، والتعليم اليوم ليس فقط تأهيلا للعمل، بل أصبح متطلبا للارتقاء والتطور والالتزام والانضباط واستيعاب متطلبات التطور والتنمية، إذ إن التعلم يسهل تفهم المواطن وحماسه إلى التطور والتعلم والتأثير في المجتمع، وجودة الأداء حتى في الأعمال التي ينظر إليها على أنها يسيرة ولا تحتاج إلى كثير من التأهيل. كما أن المملكة في عهده خطت خطوات كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية، فالمشاريع العملاقة من مدن اقتصادية، ومركز الملك عبدالله المالي، والحركة الدءوبة في تحسين البنية التحتية للعاصمة والمدن الرئيسة ومدن المملكة بشكل عام، ما هي إلا تهيئة لتوفير البيئة المناسبة للاستثمار، وتنويع مصادر الدخل، والتعاون مع القطاع الخاص لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل.
والحقيقة أنه مع هذا العمل المتواصل والسعي الحثيث إلا أن الوطن كان يواجه مجموعة من التحديات ولكن من لديه رؤية تتطلع إلى مجتمع متقدم، وأن ترى عينه الرضى على وجه كل مواطن التزم يبذل ما يمكن للوصول لتسهيل حياته ومعيشته، ولذلك جعل قضيتين من أهم أولوياته، القضاء على البطالة وتوفير السكن المناسب لكل مواطن، اعتنى بأبناء هذا المجتمع وحرص على جيل الشباب الذين يمثلون الأغلبية من أبناء الوطن، اتخذ خلالها هذا القائد قرارات صعبة وجريئة من أجل أن يحقق لهذا الوطن تنمية مستدامة تنعم بها أجيال بعد أجيال بإذن الله.
لا يمكن أن يمر عام إلا وتجد الكثير من المنجزات، والتوسعة القائمة للحرمين، وفي برامج تاريخية ومشاريع عملاقة لمعالجة احتياج حجاج بيت الله وقاصدي البيت الحرام ومسجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وخلال فترة وجيزة أنجزت خلالها مشاريع عملاقة في أطهر البقاع جعلت القاصي والداني يتحدث عن الحج والعمرة بعد أن كانت أمرا شاقا أصبحت أمرا ميسرا جعلت من عباد الله قاصدي البيتين يتفرغون للعبادة، ويستمتعون بالإقامة في هذه الديار الطاهرة.
الحديث عن إنجازات هذا القائد أمر يصعب اختصاره في كلمات أو مقال، فالسنوات القليلة التي حكم فيها البلاد حقق فيها نقلة تاريخية تتحدث عنها الأجيال، لقد فقدنا قائدا عظيما محبا لشعبه ولأمته، وبالرغم من التقلبات السياسية والاقتصادية والأمنية التي أصابت الكثير من دول العالم إلا أن المواطن في المملكة بقي بعيدا تماما عن أي آثار لها بحكمة وسياسة اعتمدت على التعامل مع الواقع بمزيد من الشفافية والحلم والإصلاح وقرب القيادة من المواطن، والتزام كل مسؤول بأن يجعل رضى المواطن وتيسير أمور حياته أولوية لا يمكن التنازل عنها، والقضاء على الفساد أمر لا مجاملة فيه.
ونحن نودع قائدا عظيما، فإن التنمية التي تشهدها المملكة نتاج لبناء بدأ به مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وإذ نودع قائدا فإننا نبايع قائدا أسهم في بناء الوطن من خلال المشاركة في مجموعة من المناصب والمسؤوليات والعطاء والعمل الإنساني والاجتماعي وهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأيده وسدده، رجل ساند أبا متعب وليا للعهد واليوم يقود مسيرة التنمية في هذا الوطن المعطاء، ونبايع ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعا ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال