3666 144 055
[email protected]
عندما نطالع استفتاءات أهل الاختصاص ( خبراء اقتصاديين مثلا ) فانهم في اغلب الاحيان تكون توقعاتهم متوافقه مع ماسيحدث في الجانب الاقتصادي بشرط ان لايكون هناك هزات أو أزمات اقتصاديه ، والتي يتفاجيء منها الجميع دون استثتاء ، حيث ان تأثيرها يطال جميع الجوانب الحياتيه ، ولنضرب امثله على ذلك حيث انه في عام 2008 تم سؤال مجموعة كبيره من الخبراء الاقتصاديين عن توقعاتهم للمستقبل الاقتصادي العالمي فكانت اغلب اجاباتهم متوافقه بنسبة 80% بان هذا العام ومابعده سيكون مزدهرا ، ونسبة النمو فيه مرتفعه جدا ، ولكن تأتي المفاجأه التي حيرت الجميع بان هذه التوقعات ( من جنبها فعلا ) حيث حدثت الازمه العالميه التي ضربت اقتصاد العالم بأسره ، ولم يتعافى منها حتى يومنا هذا ، ولم تتوقف عند حد معين لان لها موجات متعدده ، نحن الان على اعتاب احدى هذه الموجات بسبب النفط واسعاره المتقلبه ، وربما يقول السوق العالمي كلمته بعد هذه الموجه التي ربما ستقلب الموازين والتوقعات من جهة اخرى ، حيث ان المتشائمين اكثر نسبة من المتفاءلين بعد تلك النكبات التي مرت واوجعت الاقتصاد العالمي بشكل لم يكن متوقعا ابدأ ، لذا فان مشكلة هبوط اسعار النفط الى اقل من 50 دولارا هو امر غير متوقع ابدا ، لان الاسواق ستتأثر بهذا الهبوط ، ثم يلي ذلك مسألة ارتفاع الاسعار التي من الممكن ان تصل مرحلة التذبذب مابين الخمسين والتسعين ( مثلا ) كنطاق سعري لهذه السنه بالذات مما سيترتب عليه توقعات الانخفاض والارتفاع في هذا الحدود طالما ان هناك ارتباط بهذه النسبه المتوقعه ، ولكن سيتغير ذلك بمجرد ان يتعدى المدى المحصوره فيه هذه النسبه والتوقعات وستتغير الاسعار للافضل ، وسيتبدل حال الاسواق الماليه بقوة تظهر على مسار الاسعار للافضل .
ولكن في حالة ان هذه التوقعات لم تتجاوز هذا النطاق المتوقع للاسعار وحتى ان كان بنسب متفاوته سواء من ناحية الارتفاع او الانخفاض فان التفاؤل بكسر الحاجز لايبشر بالافضل ، بينما وصول الارتفاع الى التوقعات كما هي سيجعل الاسواق تنتعش ، وربما يصل التفاؤل الى اكثر من النسبه المتوقعه والقفز لاكثر من الحاجز السابق ، مما يجعل السوق يقول كلمته ويزدهر بهذه القفزه للافضل من السابق ، كما ان الاستفتاءات التي تطالعنا هذه الايام بان توقعات هذه السنه للعملات كاليورو امام الدولار حيث ان نسبة سعر الصرف كادت ان تقترب من 1.1 دولار ، والخوف للمستفتئين هو ان كسر هذا المستوى سيعيد الحسابات من جديد وسيجعل التشاؤم مخيما لفتره من الزمن على المتداولين ، وسيعيد كل من توقع الافضل حساباته وتوقعاته بالنسبه للسنوات القادمه ، والتي هي في الواقع ليست بتلك الاهميه بينما الاهم منها هي كلمة السوق التي تجعل كل الاستفتاءات والتوقعات ودرجات التفاؤل والتشاؤم في كفة وكلمة السوق في كفه !
حصه
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734