نجاح الشركات الناشئة

رجل أعمال فنلندي
أحد أهم مظاهر نجاح الشركات الناشئة هو قدرتها على التعلم المستمر. فعندما تتوقف الشركات والمؤسسات، وحتى الشعوب عن التعلم، فإنها تصاب بالركود. وعندما تصبح سرعتهم في التعلم أقل من سرعة منافسينهم، فانهم يتاخرو عنهم في السباق إلى النجاح، خصوصاً لدى الشركات الناشئة.

لدى الشركات، ومنها الشركات الناشئة، 4 طرق للتعلم، الاول هو أن يكون مصدر التعلم هم أعضاء فرق العمل (الموظفين) انفسهم، الثاني هو التعلم من المنافسين، الثالث هو التعلم من العملاء، والطريق الرابع هو التعلم من العاملين في نفس الصناعة أوالشركات الناشئة الاخرى.

التعلم من أعضاء فرق العمل (الموظفين):

أحد ميزات الشركات الناشئة أن كل عنصر من فرق العمل هو مساهم دائم وفعلي في رسم مستقبل الشركة والعمل على نجاحها. وإذا لم يكن ذلك هو المطبق في الشركة الناشئة، فلن يكتب لها النجاح. الاجراءات الاساسية التي يجب تطبيقها لتصبح الشركة الناشئة منظومة يصبح كل عنصر بها مصدراً للتعلم هو أن تكون المعلومة متوفرة لجميع أفراد الفريق في كل وقت وفي كل قسم. اضافة لذلك، أن يكون التواصل مستمر عن طريق غرف التفكير والنقاش المفتوح، من دون الاكثار من الايميلات والاجتماعات الغير ضرورية المطولة. واجتماعات يومية سريعة لمراجعة وحل وإزالة اي عوائق للعمل اليومي. وأجتماعات اسبوعية ونصف شهرية تحدد مشكلة معينة واحدة وتقوم بحلها. كما يجب على الشركات الناشئة الاجابة المستمرة على الخمس اسئلة التي تبدأ ب “لماذا؟” التي تستخدم لفهم المسببات والنتائج لأي مشكلة. اي شركة ناشئة لا تستخدم هذه الاجراءات الاساسية سوف تخسر في سباقها مع منافسيها.

التعلم من المنافسين:

أي شركة ناشئة ناجحة يصبح لها مقلدين ومنافسين في وقت قصير جداً يسعون للحصول على نفس النجاح. كل هذه الشركات الناشئة (المقلدة) سوف تستخدم نفس منظومة العمل للشركة الناجحة، وتختار عنصر جديد تتفوق فيه على الشركة الاساسية. قد يكون هذا العنصر تقنية افضل، او تعامل افضل مع العملاء، او اكتشاف اسلوب جديد في الحصول على المداخيل. التهاون في مثل هذا النوع من المنافسة، او اعتبارها غير خطيره، يعني نهاية الشركة الناشئة. فيجب على الشركات الناشئة دراسة المنافسة الجديدة، والوصول الى فهم تام حيادي لتميزهم، وهو الطريق المثالي للنجاح. للأسف، فأن ردة الفعل الاعتيادية تجاة المنافسين الجدد هو اعتبارهم ضعفاء وغير مهمين. فيجب على الشركات الناشئة محاربة الاستهوان بالمنافسين، والتعلم منهم مهما كان وضعهم. وهذا هو الطريق الفعلي للنجاح.

وسنكمل حديثنا عن التعلم في الاسبوع القادم.

————

عمل روكوسو في مراكز قيادية متعدده في عدد من الشركات العاملة في مجال الاعلام والتجارة الالكترونية في فنلندا ، المانيا، الولايات المتحدة الامريكية والسعودية. قام نك بتأسيس عدد من المشاريع الناشئة حول العالم، و يقوم حالياً بدور استشاري واشرافي لهذة المشاريع. في السعودية، انشاء موقع ابي سيارة www.abisayara.com لبيع و شراء السيارات عن طريق الانترنت.

نك