الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ساحات الاعلام؛ قد لا تجد من لا يعرف أنطوان شويري؟، حيث كنت أسمع كثيرًا عن إمبراطورية “شويري” الإعلامية و عن سيطرتها خاصة في جانب الإعلانات التجارية من بعض الاصدقاء الإعلاميين، إلا أن فضول الاستكشاف وخاصة في سبر أغوار الناجحين والمبدعين دفعني إلى أن أبحث عن الأسباب التي أستطاع من خلالها “شويري” أن يبني هذه الإمبراطورية في مجال تجارة الإعلانات.
في الحقيقة لم أكن مخطئ حينما قمت بالتخمين قبل عملية البحث عن أسباب وخصال النجاح التي كان ينطلق منها السيد أنطوان و التي تجدها في أي إنسان يشار إليه بالنجاح مهما كان دينه أو معتقده أو توجهه!
يعتقد الكثير ممن يبحثون عن تكوين الثراء بأن الوصول إلى القمة تنطلق من جوانب مادية ملموسة بحته، باعتبار أن المال يولد المال في حال تم استثماره بعناية دون الأخذ في الإعتبار للأبعاد الأخرى التي هي الأصل في مصدر الثراء. فهناك فرق بين بناء الثروة، وبين تحقيق الأرباح. كما أن هناك فرق بين التاجر، ورجل الأعمال.
ومن خلال تأمل واقع الكثير ممن يخوضون التجارة بمختلف تقسيماتها وتفريعاتها نجد أنهم في الحقيقة ينطلقون من ثقافة “التاجر” وليس “رجل الأعمال” الذي ينطلق من مفاهيم وممارسات مختلفة كلياً عن المفاهيم والممارسات التي ينطلق منها التاجر، وهنا مكمن السر الذي قد يجهله الكثير من ريادي الأعمال!
عودة لذي بدء، فإن “أنطوان شويري” كأنموذج هو صاحب مجموعة شويري الإعلامية والذي يمكن اعتباره من النماذج الريادية التي استطاعت أن تبني إمبراطوريتها على معايير رصينة. وأكاد أجزم أن ما من شخص يلتزم بهذه المعايير إلا أن يصل إلى قمة الثراء في المجال الذي ينطلق منه، علماً بأن أصحاب الثروات يلتقون معاً في تبني وممارسة هذه المعايير في علاقاتهم وتعاملاتهم.
من خلال تصريح صحفي لرئيس إدارة مجموعة MBC الاعلامية الأستاذ وليد آل إبراهيم عند تأبينه للراحل أنطوان شويري. تحدث السيد آل إبراهيم عن المعايير والحقائق التي كان يعتمد عليها شويري في بناء إمبراطورية الإعلامية، وباعتبار آل إبراهيم أحد الحلفاء الاستراتيجيين لمجموعة شويري الإعلامية فإنه استطاع أن يستكشف شيئاً من هذه الأسرار التي كان يتبناها ويمارسها شويري في علاقته وتعاملاته. حيث ذكر آل إبراهيم بأن شويري “ضرب أمثلة في حسن التعامل وشرف الكلمة، فهو واحد من القلائل الذين أرسوا مبادئ راسخة في حسن التعامل والالتزام المهني”.
واسترسل الإبراهيم في حديثه حينها ليشير إلى أمر هام، فقد وصف كلمة انطوان شويري بمثابة العقد، “حتى أن الكثيرين كانوا يتعاملون معه دون أوراق، لأن كلمته لا تتغير حتى لو تغيرت الظروف المحيطة. ورغم أنه كان مفاوضاً قوياً، وأحياناً شرساً، إلا أنه إذا اتفق على شيء فإنه ينفذه مهما كانت الظروف”.
كما تحدث آل إبراهيم عن صفات أخرى في الرجل كان يمارسها بخفية وبعيداً عن وسائل الإعلام واصفاً بأنه “رجل يحب الخير، ولديه أعمال خيرية عديدة يجهلها الكثيرون. فهو يعول الكثير من البيوت والأسر، ويتبرع للجمعيات الخيرية باستمرار، لكنه كان حريصاً على عدم الإعلان عنها”.
إن الجمع مابين الشخصية القيادية المبدعة المثابرة التي تؤمن وتعشق ما تقدم وبين الصفات الأخلاقية في العمل وكذلك الإنسانية من منطلق الشعور بالآخرين، هي من أحد الأسرار التي نتحدث عنها في معادلة تحقيق الثراء، وهي أحد الأسباب التي مما لا شك فيها تجلب الثراء.
ولو تأملنا سير و قصص أصحاب الثروات لوجدناهم يجتمعون في تلك الصفات والخصال مما جعلهم يستمتعون بثرواتهم، ولو شئتم فاسألوا “بيل جيتس” عن أسباب تعظيم ثروته سنوياً بعد أن عمل على بنائها بنفس المعايير التي كان يتبناها “شويري” وغيرهم من أثرياء العالم حتى تختصروا على أنفسكم الطريق إلى الثراء بإذن الله!
نايف
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال