الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر كل من المعارض و المؤتمرات، و الملتقيات، والمنتديات من أهم الأدوات الاقتصادية، حيث اهتمت الدولة بها اهتماما خاصاً لتنميتها، واستحدثت الجمعيات والمنظمات و مراكز الأبحاث المتخصصة فيها و ازدادت الاستثمارات في المنشآت و الشركات المنظمة و المولدة لها. حتى أصبحت صناعه لها كيانها و مصدراً اقتصادياً مهماً. ونظراً لأهمية قطاع المعارض و المؤتمرات في تنمية إقتصاد المملكة، فقد أولت الدولة هذا القطاع الاقتصادي اهتماماً خاصاً، وبعد قرار مجلس الوزراء رقم (246) بتاريخ 17 رجب 1434هـ . بتحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني للمعارض والمؤتمرات دلالة على اهتمام الدولة بتنمية القطاع الاقتصادي التي ستؤدي إلى المساهمة في تنويع القاعدة الاقتصادية بهدف تقليص الاعتماد على النفط مورداً رئيسياً للاقتصاد الوطني. ويعد قطاع المعارض والمؤتمرات مولداً كبيراً للوظائف حيث تعتمد الكثير من الدول على هذا القطاع في توفير فرص وظيفية لمواطنيها. إذ أن قطاع المعارض والمؤتمرات يمثل حيزاً مهماً في السوق السياحي بالمملكة بإنفاق يمثل أكثر من 20% من إجمالي السياحة في المملكة حيث قام أكثر من (3.5) مليون زائر بحضور المعارض والمؤتمرات لهذا العام بمعدلات إنفاق تجاوزت (9) مليار ريال وذلك حسب تقرير مركز المعلومات و الأبحاث السياحية. حيث أن إقامة المنتديات والمعارض لها العديد من الأثار الاقتصادية من أهمها: 1. تسويق المنتجات وزيادة الأنشطة الدعائية. 2. الإسهام في التنمية الحضارية وتطوير البنية التحتية. 3. تحفيز الاستثمارات على الصعيد المحلي والإقليمي. 4. زيادة الاستثمارات في القطاع الخاص و المؤتمرات والتي تتضمن إنشاء مرافق المعارض والمؤتمرات، وشركات إدارة المعارض وشركات تنظيم الفعاليات، والمؤسسات كل هذا يزيد من الفرص الوظيفية للمواطن. 5. التبادل التجاري والمعرفي والصفقات التي تعد خلال هذه الفعاليات. 6. تعتبر بيئة تدريبية نافعة في البحث وتبادل الخبرات من خلال ورش العمل داخل هذه الفعاليات. أيضاً لا نغفل أثار المعارض والمنتديات من الناحية السياحية حيث أن كثير من الدول تربط استراتيجياتها السياحية باستراتيجيات لحضور المعارض والمؤتمرات علماً أن الرحلات السياحية لحضور المعارض والمؤتمرات تمثل أكثر من 15% من إجمالي السياحة في العالم بواقع أكثر من (135)مليون رحلة سياحية حسب تقارير منظمة السياحة العالمية. حيث يعد السياح القادمون بهدف حضور المعارض والمؤتمرات بشتى أنواعها من أكثر السياح من حيث الإنفاق في القوة الشرائية. أما الأثار الثقافية لقطاع المعارض والمؤتمرات، يمكن القول أن قطاع المعارض والمؤتمرات له دور كبير في جلب الخبراء و توطين المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف والعلوم والخبرات الجيدة، ويعد وسيلة فعالة لتبادل الثقافات وتطوير قدرات الأشخاص العاملين في القطاعات الحكومية والخاصة . برغم من جميع ما ذكر عن أهمية المعارض والمؤتمرات و المنتديات وأثارها الاقتصادية، و الثقافية، والسياحية، إلا أنها لا تفتقر من العيوب و من أهمها : 1. أنها لم تقضي على تفشي البطالة التي كانت من أهم ركائز إقامة المعارض. 2. معظم المعارض و المنتديات تنتهي بتوصيات لا يعمل بها وليس لها تطبيق في أرض الواقع فبالتالي يكون هدر للمال والجهد و الوقت بدون نتائج إيجابية من هذا المؤتمر. 3. ضيق الوقت حيث تنحصر بعض المنتديات في يوم واحد وحشد الكثير من المحتوى والمادة العلمية داخل هذا الوقت. 4. عدم التميز بين اللجنة العلمية واللجنة التنظيمية للمؤتمر حيث نرى بعض المؤتمرات تؤكل اللجنة التنظيمية مهام تنظيم المعرض بالكامل حتى وان كان من اختصاص اللجنة العلمية تولي المادة و المحتوى العلمي للمؤتمر وليس من اختصاصه فبالتالي يحدث ضعف في إبعاد المؤتمر و مادته العلمية. 5. أغلب الأفكار والموضوعات التي تطرح في المؤتمرات جيدة ولكن لا تعطى حقها من الرعاية والبحث الجيد. 6. الصرف الغير معقول والمنطقي على إعداد منصات المعارض. 7. عرض الكثير من الكتيبات والبروشورات (المطويات) يشرح مادة علمية لمنتج واحد خاص بشركة واحدة بدل من حصره بمادة علمية مختصرة في كتيب واحد ومفيد لإقتنائه. 8. نقص الخبرة في تنظيم المهرجانات العامة مثل (معرض الكتاب) في عملية الدخول والخروج من المعرض لتفادى الفوضى والزحام الغير صحي. 9. يفتقر الكثير من المتحدثين للإلمام الكافي لبعض المعلومات الدقيقة التي تشرح المنتج المعروض وطرق تسويقه بكل فعال داخل المعرض المصاحب للمؤتمر. حتى نحظى بمؤتمرات فعالة تحقق الأهداف المرجوة من إقامتها بنجاح وفعالية علينا إتباع ما يلي: 1. لابد من طرح وقت كافي داخل المؤتمر في حلقات النقاش للمداخلات و التعقيب من قبل الحضور حتى تعم الفائدة وتقليل الملل من الحديث الطويل لحلقات المناقشة داخل المؤتمر . 2. لابد من وضع دورات ومحاضرات جانبية تدريبية تهتم بتطوير الملتحقين من الحضور وإضافة ساعه التدريب الى هيئة التخصصات العلمية لكي تعم الفائدة عليهم. 3. الكثير من المؤتمرات والمنتديات تنتهي بتوصيات على ورق دون العمل بها لذا لابد من تشكيل لجنة متابعة توصيات المؤتمر حتى يتم النجاح لكل المؤتمرات المنعقدة. 4. قبل إعداد المؤتمر لا بد من تحديد أعضاء اللجنة العلمية التي سوف تعمل على إنجاح المؤتمر بإعدادها المواضيع المطروحة من أجل إنجاحه علمياً و اقتصادياً وليس فقط لوجستياً. 5. لابد من عرض آخر ما توصل إلية المؤتمر من تنفيذ التوصيات السابقة التي تم برمها في المؤتمر السابق وما مدى الوصول من الأهداف السابقة. وأخيراً نلاحظ أن أغلب المؤتمرات و المنتديات تهدف في النهاية إلى تحقيق أقصى عائد ممكن لها مادياً، فأصبح تنظيم المؤتمرات هو موضة العصر في التمويل بحيث يكون أسلوب التمويل بأقل كلفة وأكثر عائداً مقارنة بالأساليب الأخرى للتمويل. حتى تعم الفائدة نرجو من هذه المؤتمرات إيجاد ألية متابعة وتنفيذ التوصيات أو القرارات التي تمت خلال انعقاد المؤتمر بتوجيه خطاب التوصيات إلى الجهة المسؤولة بتنفيذ مع تحديد الوقت والمسؤوليات التنفيذية لكل طرف مشارك. بدون ذلك ستبقى التوصيات والقرارات حبراً على ورق تتطاير في زوابع هوائنا المحمل بالأتربة. وفا
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال