الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
باحث في مجال الأعمال كثيراً ما يبرز قصص لرجال أعمال وأثرياء تركوا الدراسة الأكاديمية, واتجهوا للعمل الحر والتجارة وانشئوا شركات وظّفت خريجي الجامعات, ويُتداول أيضاً إنه إذا كنت تحرص على أفضل الجامعات أو الحصول على أعلى الدرجات فستكون طبيباً أو أستاذاً في الجامعة, وإذا كنت ترضى بدرجات عادية فسيتنهي بك الحال معلماً أو محاسباً, أما إن كنت مهمل في الدراسة أو لم تلتحق بالجامعة أصلاً فستكون تاجراً أو صاحب شركة. في هذا المقال سنختبر مدى صحة هذه التصورات المتداولة. من أكثر القصص المشهورة في هذا المجال هي قصص بيل قيتس مؤسس مايكروفست, مارك زكربيرق مؤسس فيسبوك. بيل قيتس طلب تأجيل لدراسته في جامعة هارفرد العريقة في نوفمبر 1975 لينشأ شركته مع آلان بول, لكنه لم يعد ليكمل الدراسة بل خصص كل وقته لتطوير شركته مايكرسوفت. مارك زكربيرق انشأ أول نسخة من فيسبوك وهو طالب في السنة الثانية في هارفرد, وخصص صيف السنة الثانية من دراسته لينشأ الشركة ويطورها من سيلكون فالي في كاليفورنيا بعد أن تلقى الدعم, لكنه لم يعد لاكمال دراسته. هذه الرواية من القصتين فيه اختزال لكثير من الظروف والتفاصيل التي كانت مهمة في تكوين بيل قيتس أو مارك زكربيرق. فبيل قيتس كان من أكثر الناس تدريباً وتعليماً في البرمجة في 1975 من خلال عدة برامج في مدرسة ليكسايد الخاصة ومن خلال تدريب ذاتي, ولذلك استطاع أن يحصل على قبول في جامعة “هارفرد”. الكلام نفسه ينطبق على مارك زكربيرق, الذي طور مهاراته البرمجية قبل دخوله ل “هارفرد”. التعليم والتدريب لكسب وتطوير المهارة ساهمت بشكل مباشر في اطلاق هاتين الشركتين. وإذا ابتعدنا عن هذين المثالين نستطيع أن نحكم على أثر التعليم بشكل أفضل, خصوصاً إذا نظرت إلى أكثر روارد الأعمال تأثيراً في العالم في السنوات الخمس الأخيرة, ومن استطاع تكوين الثروات المالية. ايفان سبيقال على سبيل المثال الذي كان طالباً في ستانفورد, كان مشروعه في مادة Product Design في السنة الأخيرة قبل تخرجه هو سناب شات الذي يقدر ب10 بليون دولار. لاري بيق و سيرقي بيرن كانا طالبين في مرحلة الدكتوراة في علوم الحاسب في ستانفورد, وأدركوا خلال دراستهم حجم الحاجة للبحث والمعلومة, فقرروا انشاء قوقل Google الذي أصبح من أكبر محركات البحث في العالم. جيفري بيرستون كان يحب البرمجة أيضاً, ولذلك حوّل تخصصه في الجامعة من الفيزياء إلى البرمجة وعلوم الحاسب ليتخرج من جامعة برنستون العريقة, ويعمل في مجال البرمجة ثم ينشأ شركة أمازون المعروفة. جري يانق التحق بكلية العلوم في جامعة ستانفورد واستطاع مع رفيقه دايفيد فيلو انشاء شركة ياهو المعروفة في عام 1994. حمدي أوكايا, الذي تخرج من جامعة أنقرة في تركيا, وتعلم اللغة الانجليزية بعد انتقاله لأمريكا ثم أخذ بعض المواد في كلية إدارة الأعمال في جامعة ألباني في نيويورك, ثم انشأ واحدة من أكبر شركات الألبان في أمريكا شوباني Chobani. مارتن إبرهارد أخذ البكالوريوس في هندسة الحاسب والماجستير في هندسة الكهرباء من جامعة الينوي في اربانا عام 1983, ثم عمل في عدة شركات, ثم انشأ شركة سيارات تسلا Tesla Motors الذي أصبحت رائدة السيارات التي تعمل على الطاقة النظيفة في العالم. في تقرير لوزارة العمل السعودية عام 2010 نشرته الاقتصادية في 2 ديسمبر 2011, يزيد متوسط دخل حملة البكالوريس حوالي 200% عن حملة الثانوية العامة, وحوالي ال67% عن حملة الدبلوم. اعتقد أن ربط ترك الدراسة الجامعية والثراء أو التجارة فيه تسطيح للموضوع, وعدم المام بالتفاصيل, حيث أن هناك عدة عوامل مؤثرة خاصة صاغت حكاية كل تاجر أو رائد أعمال. لا أدعي في هذا المقال أن دراستك الجامعية – أياً كان التخصص- سيضمن لك الثراء, لكن فرص نجاحك أو ثرائك ستتضاعف إذا واصلت دراستك الجامعية من خلال كسبك لمهارات جديدة، وعلاقات مثمرة, و خبرات متبادلة. العليان
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال