3666 144 055
[email protected]
متخصص في قطاع البتروكيماويات
كثيرًا ما نقرأ في إعلامنا وقنواتنا الإعلامية المختلفة عن الإرتباط بين الإنفاق على التعليم ومعدلات النمو الإقتصادي في المجتمع, وأصبحت هذه العلاقة واضحة في مجتمعنا كيف لا والإنفاق دائمًا على التعليم يعطي ثماره الحلوة بما أنه إنفاق إستثماري يزيد من مهارات وقدرات الأفراد وهذا بدوره يزيد من مستوى الإنتاج الوطني.
ومع قرار ملكنا الغالي سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بإلحاق الدارسين على حسابهم الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية لبرنامج الإبتعاث الخارجي الحكومي جعلني أكتب مقالتي هذه وقرار ملكنا الغالي وحكومتنا دليل حرص لبناء أساس قوي ومتين لمستقبل علمي ومعرفي لمملكتنا الحبيبة لنتميز عن دول العالم في العلوم والمعرفة والأمثلة لاحصر لها لدول أثمر مافعلوه بالتعليم على نموهم وإقتصادهم فاليابان وكوريا الجنوبية خير مثال لعلاقة التعليم ( العلوم والمعرفة) بالنمو الإقتصادي.
إن تجارب اليابان وكوريا الجنوبية في النهضة بالتعليم عظيمة ولكن تركيزهم على الأطفال قبل الكبار عبر مدارس نموذجية وورش عمل فريدة من نوعها تقوم على بناء وتنشئة الأطفال في مراحل دراستهم الإبتدائية والمتوسطة ثم توجيههم ليختاروا طريق مستقبلهم الذي يساهم بلا شك في زيادة معدلات الإقتصاد والدخل لوطنهم.
نعم لازلنا في وطننا العربي نعاني مشكلة إكمال الدراسة الأكاديمية ليتخرج طلاب بعدد كبير ليتفجأوا بأنهم غير مؤهلين للعمل في أي مهنة أو يجدون صعوبة في إجاد الوظائف المناسبة لتخصصاتهم وحاجة الوطن لها.
قرأت ذات مرة مقالًا في التعليم وعلاقته بالإقتصاد وكانت بإختصار أنه لم يعد يُنظر إلى العملية التعليمية على أنها نوع من الخدمة تقدّم للناس في عزلة عن العملية الإقتصادية, بل على أنها استثمار للنهوض بمستوى حياة الفرد والجماعة, والحقيقة التي لايمكن إنكارها هي أن التعليم لايشبع أبدًا لأن الطلب في السوق الإقتصادي والوطني في ارتفاع ومتى مازادت المُدن والمصانع والشركات والمشاريع فهذا يعني زيادة في الطلب على التعليم والمعرفة, والمصداقية في درجة نجاح التعليم هي في قدرة التعليم على الإستجابة على طلبات الإقتصاد في الوطن وما يتطلبه من أيدي عاملة على مختلف المستويات والتخصصات.
في عام 2012 م قابلت في العاصمة الرياض سعادة رئيس مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية الدكتور محمد بن محسن السقاف وقال لي ولزملائي كلامًا لازلت أذكره حتى اليوم :
” إن أعظم الاستثمارات في العالم هو الاستثمار في الشباب والعلوم والمعرفة فهم طاقة المستقبل وهو اسثمار ناجح بلا شك ولكم أن تتخيلوا أن نسبة الشباب في وطننا يتجاوز 70% من عدد السكان السعوديين”.
واخيرًا فإن الطرق الإبداعية والجديدة في نشر العلوم والمعرفة والإرتقاء بالتعليم في وطننا له دور كبير في تحفيز النشء وزرع حب التعلّم والإبتكار وهذا بدوره يجعل الإقتصاد يتنامى والتعليم يتطور ومستقبلنا في وطننا سيحمل لنا الخير والتميز والريادة.
ناصر
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734