3666 144 055
[email protected]
MESQ808@
افردنا في وقت سابق مقالا عن صناديق الطروحات الاولية التي لاقت اهتمام كبير من قبل الشركات المالية ، وذلك الاهتمام لم يظهر الا بعد ان لاقت تلك الصناديق قبولا واسعا لدى عدد كبير من المستثمرين ، بدءا من الافراد ووصولا للشركات والمؤسسات الراغبه في استثمار اموالها في قناة استثمارية آمنه الى حد ما . وبالرغم من ان التعامل في اسواق المال يصنف بانه عالي المخاطر ، الا ان صناديق الطروحات الاولية تختلف بشكل كبير عن الصناديق التقليدية وهو ما ساهم في تقليل المخاطر لديها . ومن ذلك ان تلك الصناديق يخصص لها حصة كبيرة من قبل هيئة سوق المال عند اي اكتتاب جديد يعتمد على طريقة بناء سجل الاوامر . وبذلك تكون تلك الصناديق قد ضمنت بنسبة عالية تحقيق مكاسب مضمونة عند تداول الاسهم التي تم الاكتتاب بها من قبل الصندوق . فكما هو معروف للكثير بان اي طرح جديد يتم ادراجه في السوق السعودي نجد انه يحقق مكاسب تفوق الـ 50 % كحد ادنى في الايام الاولى منذ ادراجه مقارنة بسعر الطرح . اضافة الى ذلك فان تلك الصناديق ـ صناديق الطروحات الاولية ـ تستخدم اصولها النقدية في الاستثمار في الشركات التي لم يمضي على تداولها اكثر من 3 سنوات .
وعند الرصد والتحليل لصناديق الطروحات الاولية نجد ان الشركات المالية العاملة في السعودية تدير حاليا 16 صندوق عامل خاص بالاصدارات الاولية منها 6 صناديق تم طرحها في العام الحالي ، و 7 صناديق تم طرحها في العام السابق 2014 م . والملفت للانتباه هو الزيادة الكبيرة والنمو المتواصل لاصول تلك الصناديق من حيث القيمة ، فبنهاية شهر ابريل كانت القيمة الاجمالية لتلك الصناديق عند 2.49 مليار ريال موزعة على 12 صندوق . وبنهاية شهر مايو سجلت تلك الصناديق قيمة اجمالية بمبلغ 4.72 مليار ريال موزعة على 16 صندوق . وبذلك فان تلك الصناديق قد جمعت اكثر من 2.23 مليار ريال في خلال شهر واحد فقط . ولا شك ان ذلك النمو الكبير في شهر واحد فقط يدل على حجم التوجه الكبير الى تلك الصناديق ، صناديق الطروحات الاولية .
ان اي مستثمر يبحث دائما عن مستوى الربحية والمخاطر المصاحبة لاستثماراته ، وقد تعرفنا على مستوى المخاطر لصناديق الطروحات الاولية ، وانها تعتبر اكثر آمانا مقارنة مع التعامل المباشر مع سوق الاسهم او التعامل مع صناديق الاسهم العادية . وبتحليل نسب الربحية المحققة لصناديق الطروحات الاولية فقد سجلت متوسط عائد 7.40% خلال شهر مايو ، وهو عائد ممتاز جدا لمن يبحث عن قناة استثمارية آمنة الى حد ما . واستمرار النمو في العائد مرهون باستمرار الطروحات الاولية التي يتم طرحها في سوق الاسهم السعودي . وهذا امر غير مقلق اذا ما علمنا ان 63% من قيمة الطروحات الاولية التي شهدتها البورصات العربية في عام 2014 م كانت من نصيب البورصة السعودية . وانه ما بين عام 2003 م الى عام 2014 م تم اجراء 91 عملية طرح اسهم في سوق الاسهم السعودي .
لذلك نتوقع ان تسحب صناديق الطروحات الاولية البساط من تحت صناديق الاسهم المحلية خلال الفترة القادمة ، ونتوقع ان تحقق نموا اعلى من حيث العائد ومن حيث صافي قيمتها ككل .
القرا
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734