الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعترف بأنني كنتُ سأكتب هذا المقال بخصوص استراتيجية الامن الوطني والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة والامن الالكتروني ولكن اكتشفت ان هناك اهمية طارئة تشكل لبنة اساسية للامن الوطني لاي أمة، الا وهي لقمة العيش، بل إن تأثيرها قد يتعدى كثيرا من المخاطر الخارجية.
قد لا تشكل لقمة العيش هاجسا للبعض لكن تاريخياً كانت هذه اللقمة سببا لتخلخل أمم.
في بداية كل شهر رمضان نحذر من ارتفاع الاسعار وانها تشكل ضغطا لبعض العوائل لان غريزة الطعام غير قابلة للتفاوض، وفي كل رمضان ايضا تطمنا وزارة التجارة بان الاسعار مستقرة، وفي كل مرة يكشف لنا الواقع عن ان الاسعار تحلق عموديا وتتضاعف لدرجة تفرض حالة خطر على بعض العوائل.
يا وزارة التجارة هناك مستفيدو الضمان الذين دخلهم يقرب من 1000 ريال كيف سيأكلون وسعر صندوق الطماطم الصغير وصل الى 45 ريالا! كيف سيطعم السعودي الذي يعمل سيكيورتي عائلته براتب بضعة آلاف واسعار الطماطم قفزت 200% وبقية المواد اسعارها اصبحت نارا لميزانيته؟
ليس كل العوائل في السعودية راتبهم بقدر ارتفاع راتب موظفي وزارة التجارة!
قد يقول البعض اليى هذه الدرجة تهمك اسعار الغذاء والطماطم وأقول ان كانت لا تشكل للبعض اي اهمية فانها تشكل لبعض العوائل معضلة يفكرون بها لايام، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء، وسيُسأل مفتشو التجارة في يوم الحساب هل أدوا امانتهم وعملهم بإخلاص؟
بعض التجار يعيش عالمه الخاص ولايهمه لو ماتت الناس من الجوع ويحاول ان يخرج آخر ريال من جيب المواطن البسيط المغلوب على امره، لكن في المقابل تجد سعر فاتورة القهوة والمكسرات في احدى مقاهي البرستول او السان جرمان بباريس ليوم واحد يتعدى راتب موظف متوسط الدخل! لست اطالب ان لا يستمتع التاجر بماله ولكن ان يحس بمعاناة اخوانه، وعندما نفتح الحديث عن هموم المواطن البسيط نجدهم يتململون ويقولون (نحن جئنا نستمتع بالاجواء يا صديقي ولسنا مسؤولين عن الشعب، لهم حكومة تدبرهم).
يجب الا تطبطب وزارة التجارة على ظهر التجار بل ان تسلخ جلود المتجاوز منهم بسوط العقوبات، فمصلحة امة ومئات آلاف العوائل اهم من مصلحة بضعة تجار!
قد تشكل استراتيجية سعر الخبز والخضار لكثير من العائلات السعودية اهمية اكثر بكثير من الاستراتيجية الجيوسياسية للمنطقة التي نناقشها نحن (بتوع الجامعات) في بروجنا العاجية.
عموما كل راع مسؤول عن رعيته واي إخفاق في وزارة التجارة هو في ذمة رأس هرم الوزارة.
يقول الرسول الكريم (انما ينصر الله هذه الامة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم، وإخلاصهم) وربما اجتماع وزارة التجارة لمناقشة ارتفاع سعر الخضار أهم من اجتماع منظمة التجارة العالمية لأن الاجتماع الاول هو من قد ييسر ويوفق الاجتماع الثاني!
*مما قيل هذا الاسبوع:
بعد مرور المئة يوم على نزاهة لم نسمع لها حسا او تحركا مميزا، سابقا كان ينطبق على نزاهة (نسمع جعجعة ولا نرى طحنا) ولكن يبدو ان شعار نزاهة الجديد لا جعجعة ولا طحن! مع ان القصور عن يمينهم وشمالهم واضح، وكمثال واحد تفاجأت لما رأيت ضعف الانجاز بكوبري المعيزيلة (عالي الميزانية) مع انه واضح للعيان لكل سكان الرياض ولم يحرك احد ساكنا الى ان مر الوزير ورأى البطء الشديد وعاقبهم، مفروض ان المشروعات الكبيرة الظاهرة تعتبر قطعة كيك سهلة لنزاهة لمراقبتها فما بالك بالخفي!
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال