الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
زميل الهيئة السعودية للمحاسبيين القانونيين
تشير الاحصائيات أن الكوادر الوطنية العاملة في القطاع أقل من 25 في المائة بينما 75 في المائة كوادر وافدة. للوهلة الأولى تبدو الإحصائية صحيحة نوعا ما إلا أننا يجب علينا فهم الأسباب التي قد تكون وراء تلك الفجوة, ففي بداية التحاقي بمهنة المراجعة اصطدمت ببيئة عمل تفتقر للسعودين مما أشعرني أن مكاتب وشركات المراجعة في السعودية تسعى لتوظيف غير السعودين، ولكن مع تمرسي في العمل وجدت أن الداعي لإستقطاب الكفاءات الوافدة هو شح الكفاءات السعودية في هذا المجال مما دفع المكاتب وشركات المراجعه الكبرى الى الحرص الدائم على استحداث برامج تدريبية جديده لاستقطاب الخرجين السعوديين لخفض نسبة البطالة وسد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وذلك بإستحداث برامج تدريبية و دورات تأهيلية علاوة على تشجيع الموظفين أمثالنا على البحث عن محاسبيين سعوديين اكفاء واعطاءنا مكافاءت تشجيعية بعد توظيفهم.
وفي بداية عملي سنحت لي الفرصة الإلتحاق بأحد هذه البرامج التأهيلية وهو برنامج (السوكبا) والذي من خلاله يتم تدريب الموظفين السعوديين لإجتياز اختبار زمالة الهيئة السعودية للمحاسبين القانونين والذي يهدف الى زيادة عدد المهنيين السعوديين. كما يوفر لهم الإجازات الكافية للدراسة والإعداد للإختبار. وقد كنت احد خريجي هذا البرنامج ولله الحمد وحصلت على الزمالة في الدورة الأولى من عام 2012م.
تعمل الهيئة جاهدة على اطلاق عدة مبادرات ساعيا بذلك على سد الفجوة من الاحتياج السنوي للمحاسبين في سوق العمل ومنها على سبيل التشجيع توقيع اتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” لدعم المحاسبين القانونيين الحاصلين على “الزمالة” بمكافأة قيمتها 32 ألف ريال حيث إن المحاسب فور الانتهاء من الدورات يحصل على مكافأة “هدف” ولا يشترط أن يكون الحصول عليها مرة واحدة بعد اجتياز المواد الخمس، بل يستطيع المتدرب الحصول على أجزاء منها بعد اجتياز كل مادة”. وتعتبر هذه الاتفاقية من أهم المبادرات التي أطلقتها الهيئة خاصة أن القطاع يحمل فرصا وظيفية ذهبية للكوادر الوطنية.
وفي إطـار الجهود التي تقوم بها الهيئة لتيسير السبل للكوادر السعودية المتخصصة للعمل في مكاتب المحاسبة والمراجعة، فقد دشنت الهيئة خلال العام 2010م قاعدة بيانات على موقع الهيئة، التي تمكن الشباب السعودي من خريجي الجامعات في تخصص المحاسبة تسجيل بياناتهم لتكون متاحة لمكاتب المحاسبة والمراجعة الراغبة في التوظيف. وقد بلغت نسبة السعودة اجما ًلا 28% تقريبا لجميع مكاتب المحاسبة في 2013م ونأمل للوصول الى نسبة أعلى من تلك في السنوات القادمة بإذن الله.
إن عدد المتقدمين لاختبار زمالة الهيئة في تزايد متواتر، حيث عقدت الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين اختبار الزمالة لعام 2013م في كل من مدن الرياض وجدة والدمام وسط إقبال كبير من المتقدمين حيث بلغ إجمالي عدد المتقدمين للاختبار 471 متقدماً منهم 92 سيدة. الأمر الذي يشير إلى الاهتمام والتقدير الذي تحظى به زمالة الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين في أوساط العاملين والمتخصصين في مجتمع المحاسبة والمراجعة، كما يعكس اهتماما متزايدا بجانب التأهيل المهني الذي يشكل قيمة مضافة لمن يحصل على مثل هذا التأهيل والذي أيضا بدوره يساهم في تقليل الفجوة حيث أن متوسط حاجة السوق تقدر بـ100 محاسب جديد كل عام.
على كل الحاصلين على زمالة الهيئة مؤخرا الالتزام بسلوك وآداب المهنة وتطبيق المعايير المهنية عند أدائهم أعمالهم، وواجب علينا المشاركة في تطوير ودعم المهنة, ونفخر بما وصلت إليه الهيئة وبما تحظى به من احترام كبير من قبل الأوساط الأكاديمية والاقتصادية والمهنية محليا وعالميا. وأخيراً نصيحة لكل شاب أو فتاة يطمحون الى احلامهم ان لا تجعلوا العوائق والتسويف مانعين لكم من الوصول اهدافكم وعليكم المضي قدماً لتحقيقها بإذن الله، ليكون لنا دور حقيقي في مواكبة المسيرة التنموية التي تسعى اليها الدولة تحت مظلة قائدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ادريس
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال