الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متخصص في قطاع البتروكيماويات
نؤمن جميعًا بوجود الفئة المحبطة في مجتمعاتنا لأي إنجاز أو بصيص أمل في إنجاز وكل هذا يعود إلى أن هذه الفئة لامست قليلًا ممن فشلوا في مشاريعهم أو أفكارهم فقاموا بتعميم هذا الأمر على كل شيء!!
اليوم وكلنا نقرأ ونسمع أن الطاقة في المستقبل ستكون مختلفة عن طاقتنا الحالية وهذا ليس قراءة للغيب إنما أرقام الإستهلاك العالمي ونمو السكان وتنامي الصناعة في العالم تجعلنا نعي واقعنا مستقبلًا بأننا لن ننفك كبشر عن إعتمادنا على الطاقة, ورغم أن العالم الآن يعتمد على الفحم والوقود الأحفوري بشتى أشكاله في سد احتياجاته إلا أن القلق من المستقبل وماذا ستكون عليه أجيالنا القادمة جعلت العلماء والمفكرين والدول تتوجه للبحث عن المصادر البديلة لإنتاج الطاقة ولكن سرعان مانسمع جملة ( ماعندهم سالفة) بين مجتمعنا السعودي والخليجي فماهو السبب.
كثيراً مالسمت في حديثي وكتاباتي وتغريداتي فئة ليست بالقليلة تعتمد على هذه الجملة لإصالها لي بطرق مختلفة وكأنني أتحدث عن كوكب آخر أو دولة آخرى ولكن ربما أننا لازلنا نغرق في بذخ توفر الطاقة وأسعارها المتواضعة مقارنة بجيراننا من الدول وكأن هذا سيستمر لمئات السنين. لابد أن نعي أننا نحمل مسؤولية كبيرة في تهيئة المستقبل لأجيالنا القادمة فليس عدلًا أن نسبح في خيرات هذا البلد ونسرف في استخدامنا لكل مايبت للطاقة بصلة ونترك جيلًا سيأتي مستقبًلا ليكتب عنا أننا قصرنا وأهملنا في حقهم وأليس لهم حق علينا!!
كم فرحنا بما فعله أجدادنا من تهيئة حاضرنا اليوم ونحن نعيش في رفاهية بعد الله بفضل الله ثم بقيادات سعودية عاشت ورحلت ولكن ذكرها وإنجازاتها لازالت حاضرة بيننا لنكتب كل يوم أننا فخورون بهم وبما قدموه لنا وكم نطمح لأن نكون أفضل منهم لأجيالنا القادمة.
هل أصبنا بتخمة التشبع الطاقي حتى وصلنا لمرحلة الغيبوبة الفكرية وإغلاق كل منافذ التفكير والتخطيط للمستقبل رغم أن هذا الأمر لاينطبق على الجميع فحكومتنا الرشيدة لها طريقها الخاص والذي تشقه بكل قوة وحزم في موضوع الطاقة الذرية والمتجددة ولعل ماتقوم به حكومتنا خلال الفترة البسيطة الماضية من توقيع عقود الطاقة المختلفة مع روسيا وفرنسا ومتابعة العقود القديمة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين وغيرها في مجال الطاقة الذرية, فهذه المسألة تمس اقتصادنا بشكل مباشر وتمس استقرارنا على مستوى المنطقة والعالم.
تعمدت في مقالتي هذه على عدم ذكر الأرقام المخيفة حول استهلاكنا للطاقة في قطاع المباني والصناعة وفي أجهزة التبريد والتكييف وطرقنا ومشاكلنا في العزل الحراري ولكن الشيء الذي أعرفه جيدًا أن وزارة التجارة والصناعية و المركز السعودي لكفاءة الطاقة ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وغيرها من الجهات المعنية تقوم بعمل جبار وتخطيط لمستقبل آمن في الطاقة.
الكثير من المغردين السعوديون الذين نفخر بهم عبر الشبكات الإجتماعية يكتبون ويغردون بكل ما يستطيعون من وقت وعلم في مجال توعية المجتمع بأهمية موضوع أمن الطاقة مستقبلًا وآكاد أجزم أن جملة – ماعندهم سالفة قد قرأوها وسمعوها كثيرًا ولكننا سنبقى بحبنا لوطننا ومجتمعنا داعمون بكل مانستطيع من أجل أن نعزز من أمن طاقتنا ونساههم ولو بالقليل لمسقبل وطننا وأجيالنا.
الشهري
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال