الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ahmedallshehri@
قد تخسر صداقة بعض المسؤولين عندما تنتقد بعض أعمالهم التي تؤذي الاقتصاد والتنمية، غير أن معالي الوزير الدكتور عزام الدخيل ليس من ذلك الصنف الذي يرهبه النقد الهادف، فما زال يتابع ويراقب كل ما يُكتب، وآمل أن تصله مقالتي بلا استئذان لمطابقة المقال الحال.
لا تعجبوا من تفاؤلي إذا قلت لكم سترون من عزّام ما يسركم، فنحن في تبادل وتفاعل مستمر في عوالم التواصل الاجتماعي التي علّمت الناس وجعلتهم أكثر وعي.
علّمنا الاقتصاد فن التنبؤ، صابت اغلب توقعاتي حول نجاح بعض الوزراء وكم تمنيت أن يخيب ظني عندما أتوقع الإخفاق، فهذا هو سر تفاؤلي في وزير التعليم صاحب الحقيبة الوزارية التي تحتضن حقيبتين وبداخلها المستقبل.
قرارات المسؤولين وأفكارهم وعواطفهم تتغير، فما كان اليوم صحيح قد يكون غدا خطأ، وما كان بالأمس صوابا قد يكو اليوم أقل صواب.
حديثي اليوم مع نفسي، ماذا كنت سأكتب لو طلب وزير التعليم مشورتي، لن أكتب له بلسان المسؤول الذي يحمل هم ترقية الناس الأكثر تحصيل، بل سأكتب بلسان المواطن، وبلسان المراقب الاقتصادي الذي يرى قوة الاقتصاد في قوة موارده البشرية، لا بأس أن نعلم مليون شخص لنكسب عالم واحد قد يغير الكثير من القواعد للأبد.
المجتمع كالنبات يمتص العلم والمعرفة كما يمتص النبات الماء، إذا ما حرمته من تلك المعارف والعلوم ذبلت أوراقه وأصبح ضعيف.
قرار إيقاف التعليم الموازي كان ثقيل على طبقة واسعة من المجتمع، كُنّا نتوقع نرى في تعليمنا المعلم الدكتور الذي تحدثت عنه في كتابك “تعلومهم” والموظف ذو التعليم العالي ورجل الاعمال الباحث في مرحلة الدكتوراه.
يا معالي الوزير التعليم الموازي حق للمجتمع وهو وقود الحياة لهم، تنوع برامج التعليم تنتج لنا شعب أكثر معرفة فالشعوب الأكثر تحصيل ستكون أسرع استجابة لأي طموح تقرره الدول في الاقتصاد والتنمية؛ كان من الأولى أن تطور بدل الإيقاف، وكان من الأفضل أن تبدأ بمن حولك وتختار أفضل القيادات التي أبدعت داخل الجامعات وتحيط قراراتك بخبة من المفكرين والاقتصاديين الذين يرون مناطق الظل في الاقتصاد والتنمية، وتخلق فريق قادر على استيعاب مهام حقيبتك الوزارية حتى لا يكون التعليم مثل الزورق في البحر فيتم توجيهه لجهة لا نريدها وغاية لا نقصدها فالتطوير جهد لا ينتهي.
دعني أختم بهمسة في أذنك يا معالي الوزير التنمية تشيخ مبكرا عندما نحرم الناس من التعليم لمن يطلبه.
الشهري
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال