الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اليونان بلد الفلاسفة افلاطون وأرسطو وسقراط هي بلد أوروبي يقع في الجنوب الشرقي من أوروبا بمساحة ١٣٠ الف كيلو متر مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي ١١ مليوناً يتكلمون اللغة اليونانية، وقد عاشت اليونان كما تقوله الموسوعات الوثائقية تحت الحكم العثماني مدة تقارب الأربعة قرون، وأصبحت الآن أشهر الدول التي تتداول ليس لنجاحها كما هي الدول الأوروبية وإنما للأزمة او الورطة المالية التي تمر بها نتيجة وصول نسبة الدين العام الى اجمالي إنتاجها إلى ١٧٣٪ وهو رقم قياسي لم تصله حتى الدول الفقيرة التي تقع في جنوب القرن الافريقي، ومتوسط نسبة الدين العام في كثير من الدول ومنها المملكة لا يتجاوز ٢٪، اليونان وضعت نفسها في مأزق نتيجة القروض التي اخذتها منذ استقلالها وذلك في عام ١٨٢٣م وأول قرض كان من بريطانيا منذ ذلك التاريخ وتوالت القروض عليها حتى عجزت عن الإيفاء بها وتزايدت خدمة الدين العام حتى اعلنت عن افلاسها للمرة الخامسة، وكانت أهم الأسباب هي ضعف النظام المالي والفساد الإداري والإنفاق على التسليح غير المبرر وتخلف الأنظمة بالرغم من وجودها في منظومة الاتحاد الأوروبي القوية، بالإضافة الى أسباب تعود الى سوء الإدارة السياسية والاقتصادية، وقد بلغ إجمالي الديون عليها حوالي ٩٤٨ مليار يورو رفع من نسبة الدين الى اكثر من ٤٠٠٪ والتي جعلتها عاجزة عن التصرف واحتواء الأزمة وعلى الرغم من خطط التقشف التي اتبعت الا انها فشلت في معالجة الموقف، ان هذه الازمة التي حدثت في اليونان شملت تأثيراتها الاقتصادية كل العالم تقريبا والمملكة كما تشير التقارير هناك اثنان من البنوك كان لها تعامل مع اليونان ستتعرض الى خسائر كما ان هناك استثمارات اجنبية ستتأثر بهذه الأزمة وحتى اسواق الأسهم طالها هذا الاثر وانخفضت بتأثيرات مباشرة او حتى نفسية.
إن ما حدث في اليونان وهي أزمة استثنائية عالمية لم تشهد لها مثيلاً تعطي الدلالة الأكيدة على أهمية ادارة النظام المالي بعناية فائقة ووضع سياسات صارمة للإدارة الاقتصادية، ومن الواجب الاستفادة من هذه التجربة ووضع الاحتياطات عند الاقتراض لأي أسباب واحتياجات للنفقات بشكل طارئ، وهذه ظروف تضطر لها الدول بحالات استثنائية حتى لا يتكرر مثل ماحدث في اليونان لأي اقتصاد قد يرى انه بعيد عن هذه الأزمات، وختاماً هل أفلست اليونان بسبب فلسفة حكامها؟
خاطرة: اللهم اغفر وارحم الأمير سعود الفيصل وأسكنه فسيح جناتك إنك سميع مجيب فقد كان نعم المخلص الأمين.
معايدة: كل عام والجميع بخير، حفظ الله بلدنا من كل شر ومكروه..
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال