الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شكا موظف المبيعات في السوق الكبير ضغط العمل في رمضان. السبب بدعة ابتدعها السوق ومستأجروه وهو فتح السوق بعد صلاة الفجر. يستمر التسوق على مدى يتجاوز 16 ساعة خلال نهار وليل شهر رمضان.
عكس كل مفاهيم الشرع والدين والعقل تتحول العشر الأواخر من رمضان إلى حالة من التسوق المجنون بدل أن يعيش المسلم فيها الروحانية اقتداء برسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم.
على أن هوس التسوق هذا مستمر طول العام، حتى عندما نسافر للخارج، فنحن لا نبحث عن التراث أو الثقافة أو المواقع الطبيعية أو المعالم الحضارية، وإنما نعيش داخل الأسواق ويعود الواحد من كل سفرة بضعف عدد الحقائب التي غادر بها، ليس لأن أسواقنا لا يوجد فيها ما يسد رمق “المتسوقات”.
كيف نتخلص من إشكالية كهذه؟ سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أشاهد حالة التزاحم والاختلاف والعصبية التي تميز مدننا وتكاد تحاصرها بسبب تفاعل القطاع الخاص مع رغبات الزبون والعمل على تقريب أماكن التسوق وتوزيعها في كل شارع.
أظن أن البلديات مسؤولة إلى حد كبير مع فروع وزارة التجارة عن إدارة المدينة وتوزيع الخدمات فيها. إن لم يكن لهم منافس في المجال، فلا بد أن يعيدوا تخطيط المدن بشكل يضمن توفير الخدمة وسهولة الوصول إليها.
أما نشر المحال في الشوارع بالشكل العشوائي الذي نراه الآن وترك المجال لكل من يريد لتنفيذ ما يريد بالطريقة التي يريد، فهو أمر غير منطقي وغير مقبول.
تحويل المدينة إلى مربعات يضم كل مربع سوقا رئيسة، تشمل كل احتياجات الساكنين، وتتوافر فيها كل الخدمات خصوصا المواقف، قد تكون إحدى الوسائل التي يمكن أن تعيد للمدينة بعضا من روحها.
يمكن أن تحتوي هذه المربعات على مرافق ترفيه ونزهة متصلة أو متفرقة. المهم أن يكون الحي أكثر ترتيبا وأقل ازدحاما وأجمل، كبداية لعملية تطوير شاملة تدفع بالناس لتنظيم شؤونهم وأوقاتهم خصوصا عندما نتكلم عن التسوق.
أمر آخر مهم وهو ذو علاقة بتطوير السلوك والدفع نحو سعودة الأعمال، خصوصا في مجال مبيعات التجزئة والخدمات، وهو محاصرة أوقات العمل؛ بحيث لا تتجاوز ساعات العمل ثماني ساعات يوميا، وتقفل الأسواق الساعة التاسعة مساء طول العام بما فيها شهر رمضان.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال