3666 144 055
[email protected]
.. لفت نظري مقال عبد الله محمد حريري بعنوان «التشغيل الذاتي لمرافق الصحة .. وجهات نظر عاجلة» وقد نشرته جريدة «مكة» يوم الاثنين 28 شعبان 1436هـ وهو يناقش جدوى تسليم جميع المستشفيات الحكومية إلى شركات خاصة، ولكنه لم يرجح إن كان من أنصار هذا الرأي أم أنه يفضل بقاء الحال على ما هو عليه .. وقد أورد نقاطا تجعل ميوله إلى عدم تسليم المستشفيات لشركات خاصة منها قوله :
«خامسا : إذا أعطيت الصلاحيات الكاملة للشركات بما فيها صرف الدواء فستجد المواطن المريض لا يتحصل إلا على أقراص محدودة من الأدوية والباقي إما يذهب بطرق أخرى إلى الصيدليات الخارجية أو إلى ذوي العاملين في بلدانهم وكم شاهدنا مثل هذه الأمور وخروج مئات الكراتين مع المسافرين».
لكن الأستاذ حريري يعود فيقول مؤيدا لفكرة الخصخصة : «نأمل ألا يتم ترسية أي مشروع إلا بضوابط صارمة ومعايير دقيقة في اختيار الشركات للمستشفيات من ذات الخبرة والأمانة والمهنة الصحية ويحق للوزارة فسخ العقد «فوريا» في حالة وجود مخالفات تسيء للعمل، وأن لا تكون العقود طويلة الأجل بل بالعكس من ذلك حتى لا يدفع المواطن رداءة تلك الشركات».
وإذا كان لي أن أدلي برأيي في الموضوع فإني مع تسليم المستشفيات الحكومية للشركات ذات الكفاءة العالية في إدارة المستشفيات لأن ذلك سيعني الانضباط وتقديم أرقى الخدمات الطبية للمواطنين دون تلكؤ أو تراخٍ، وهي تستطيع أن تقضي على فترة الانتظار الطويلة التي ينتظرها المرضى من المواطنين قبل أن يتوفر لهم السرير إلا بعد طابور طويل في المستشفيات الحكومية. والدليل على ذلك أن معالي وزير الصحة الدكتور خالد الفالح حسبما جاء في «عكاظ» الاثنين 5 رمضان 1436هـ أوضح بجلاء أن الضغط على المنشآت الصحية بشكل عام فوق الطاقة الاستيعابية.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ففي ذلك تنشيط للاستثمارات المالية الوطنية، فحسب ما ذكر د. عبد اللطيف الضويحي في جريدة «عكاظ» الثلاثاء 6 رمضان 1436هـ فإن ثروات الأغنياء السعوديين حسب مجلة فوربس تبلغ 65 مليار ريال سعودي، وهذه الثروات إذا لم تجد متنفسا في الاستثمار الداخلي فإنها ستبقى مجمدة في البنوك أو تذهب للاستثمار في بلاد أخرى مما يؤدي إلى خسارة الاقتصاد الوطني.
ولعلها مناسبة أن أذكر معاليه أن مدينة جدة ثاني أكبر مدينة سعودية ليس فيها سوى مستشفى واحد حكومي للصحة النفسية.
وأنا أقول مع الدكتور الضويحي : «خصخصوها وريحوا الناس ترتاحوا أنتم»..
السطـر الأخـير :
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل
نقلا عن عكاظ
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734