الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عولمة بعض الوظائف العامة أو الخاصة خارج إطار الايديولوجيا الاجتماعية أو الأفكار القديمة لمحددات وأطر المواطنة العامة أمر في منتهى الأهمية بالنسبة للدول النامية التي تحاول اللحاق بالدول المتقدمة.
في بدايات التنمية لم تكن قد تبلورت لدينا «فوبيا» الأجنبي وكانت الوظائف العليا للحكومة والشركات الكبرى تمتزج بالدم والخبرة الأجنبية وترتبط بالحبل السري للدورة الإنتاجية ككل، ولم يكن ذلك بسبب نقص الكفاءات في الدخل فقط، ولكن لأن مثل هذه الحساسيات لم تكن موجودة آنذاك ولم يكن هناك من يسعى إلى تغذيتها والتشكيك في مغزاها حتى خارج إطار الوظيفة العامة.
الرؤية الثاقبة للملك عبد العزيز رحمه الله جعلته ينفتح على عصره ويستعين بالكفاءات الأجنبية لخدمة بلاده حتى في المناصب العامة دونما وجود حساسيات وهواجس تذكر وكان مجلسه عامرا بالتعددية في الفكر السياسي والإداري والاقتصادي واستقطاب الكفاءات التي استخدمها للتسريـع في خدمة وتنمية بلاده.
وفي الوقت الذي نجد كل دول العالم الكبرى تتسابق على استقطاب الكفاءات والخبرات من الدول النامية – وليس العكس فقط – ويشكل ذلك مطلبا دائما وملحا لها، نجد وزاراتنا ومؤسساتنا وشركاتنا وأنظمتنا العامة تنكفئ على نفسها وتتحسس من هذا الأجنبي بعد أن وقعت تحت طائلة «الرهاب الاجتماعي» وبعد أن اخترع لهم العامة مثلا شعبيا أسموه «عقدة الخواجة».
في أمريكا تم تعيين هندي يدعى «ناديلا» رئيسا تنفيذيا لشركة «مايكروسوفت» العملاقة وقبلها كانت شركة «بيبسي» وبنك «دويتش» وشركة «ماستر كارد» وشركة «دياجو جلوبال» وعملاق بيع السلع «ريكيت بنكسير» قد قامت باختيار كل قياداتها الحالية من نفس الجنسية الهندية، وكل دول العالم المتقدم تعج بالأجنبي الذي يفوق نظيره المحلي.
كلكم تبحثون عما أريد أن أقوله وعما أدور حوله في هذا الجانب وفي الواقع أن ليس لدي ما أقوله سوى أنه لم يعد للوظيفة لون اجتماعي أو ايديولوجية وطنية بعد أن تم تعلية شأنها بعولمتها ونحن جزء من هذا العالم الكبير فخدمة الوطن يعتمد على نجاح مؤسساته وشركاته وليس فقط على جنسية المدير أو الرئيس ولا أصله أو فصله وخصوصا إذا كان المدير لا يساوي خمس هللات..
رغم أنني لا أنكر بأنني على قناعة تامة بأن بعض القطاعات البائسة لن تتغير أو تتطور إلا إذا تم إعادة ضخ دم أجنبي في مفاصلها من جديد..
نقلا عن عكاظ
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال