3666 144 055
[email protected]
استقبل المهتمون خبر إسناد الإشراف على المدينة الاقتصادية في جازان إلى الهيئة الملكية للجبيل وينبع بارتياح كبير نظرا لمسيرة النجاح التي عرفت بها الهيئة منذ إنشائها.. ولعل إنجازها في المدينتين الصناعيتين إضافة إلى دورها في إيجاد شركة سابك للصناعات الأساسية وقروض الصندوق السعودي للتنمية الصناعية هي العوامل المهمة في دعم الصناعة باعتبارها خيار المستقبل بالنسبة لبلادنا التي تعتمد على مصدر وحيد للدخل تعلو وتهبط أسعاره ويهدد بالنضوب بعد ستة عقود كما تقول تقديرات الخبراء.. والمؤمل أن تستفيد هيئة المدن الاقتصادية من التجربة الرائدة للهيئة الملكية للجبيل وينبع لتطوير المدن الأخرى التي أعلن عنها سابقا بعد تهيئة مشاريع البنية التحتية التي شكلت عائقا أمام المستثمرين في المدن الاقتصادية وصرف النظر عن اعتمادها على إنشاء فنادق ومجمعات سكنية ومنتزهات وجامعات ومستشفيات وجعلها أقرب ما تكون إلى المدن الصناعية التي تنشأ حولها فيما بعد المرافق المشار إليها لأن المشاريع الصناعية تسعى إلى إسكان موظفيها وعمالها في مساكن مناسبة تتلاءم مع الجدوى الاقتصادية لهذه المصانع .. ولو نظرنا إلى مدينتي الجبيل وينبع لوجدنا أن جميع المرافق التعليمية والصحية والسكنية متوافرة فيها بدعم من الهيئة الملكية وبشكل لا مبالغة فيه ولذا فقد وجدت الإقبال من المستثمرين الصناعيين المحليين والأجانب.. ولو عدنا بالذاكرة قليلا إلى الوراء وبحثنا في أسباب نجاح الهيئة الملكية للجبيل وينبع لوجدنا أن أهمها الاستقلالية التامة والدعم الذي حظيت به من الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- والمؤمل أن تحظى هيئة المدن الاقتصادية بدعم مماثل لتنفيذ برامجها خاصة أن مجلس إدارتها يضم كفاءات مهنية قادرة على النجاح.
وأخيرا: وكما قال الزميل القدير فضل البوعينين في لقاء تلفزيوني فإن “نجاح الهيئة الملكية في إدارة المدن الاقتصادية باعتبارها مدنا صناعية بالدرجة الأولى هو إعطاء الاستقلالية التامة للهيئة دون تدخلات من جهات أخرى إضافة إلى توفير الاعتمادات المالية اللازمة”.. ونجاح هذه الخطوة سيمكن الدولة من إعادة تشغيل المدن الاقتصادية الأخرى لتحقيق أهدافها المرسومة وأهمها نقل التقنية الحديثة إلى بلادنا وتشغيل الأيدي الوطنية في مختلف التخصصات كما تم في مدينتي الجبيل وينبع اللتين ستظلان مثالا مشرفا لاهتمامنا بالصناعة ولم تستطع دول عديدة تتوافر لديها الميزات النسبية نفسها أن تؤسس مثل هذه المدن المتكاملة تحت إدارة مستقلة واحدة ولهدف واضح وهو توفير بيئة مناسبة لقيام صناعات متقدمة من الناحية التقنية وتدريب كفاءات وطنية متخصصة لإدارتها مع الاستعانة بالخبرات العالمية التي تحتاج إليها تلك الصناعات عند إنشائها.
نقلا عن الاقتصادية
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734