الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
fatimalotibi@
من أكثر المشاكل التي نعاني منها في المملكة أن الحبل متروك على الغارب للبقالات والدكاكين في مسألة بيع التبغ والسجائر وعرضها علانية على مرأى الأطفال والمراهقين وسهولة حصول صغار السن عليها بأسعار زهيدة. الأمر لايتوقف هنا بل أن هناك بقالات تبيع هؤلاء الصبية أنواع رديئة أو سجائر بالتفرقة بأسعار لا تكاد تذكر مما يجعلهم عرضة لخطر الإدمان و الاعتياد في مخالفة صريحة للقيم الأخلاقية والشرعية والتربوية والصحية ناهيك عن مخالفة ميثاق حماية حقوق الطفل العالمي.
في عام 1433هـ صدر أمر وزير الداخلية الأسبق بمنع بيع التبغ للقُصر ومن هم دون الـ 18 عامًا و تم توجيه إمارات المناطق في القرار والعمل فيه منذ صدوره وشمل القرار منع التدخين أيضًا في جميع الوزارات والمصالح والإدارات الحكومية والمؤسسات العامة والإبلاغ عن المخالفين للقرار وهو مالم يطبق من الأساس.!
سأختصر بعض المخاطر الصحية بسبب تدخين الأطفال التي لا حصر لها وإن كانت معروفة لدى الجميع بما فيهم هؤلاء الصبية:
– يعتبر التدخين مسبب رئيسي لسرطان الرئة والمريء , البلعوم , الفم , اللثة , المثانة , الكلئ
– التدخين يجعل الطفل و المراهق أكثر عرضة لتعاطي الحشيش والمخدرات والممنوعات
– ويعتبر النيكوتين المستخدم في تركيبة تبغ السجائر من أسرع أنواع المخدرات إدمانًا حيث لا يستغرق أكثر من أيام قلائل ليفوق قدرة المورفين والكوكائين حيث أنه يؤثر في المزاج والأعصاب و الشهية وعدم القدرة في السيطرة على الرغبة في التدخين
أما من ناحية سلوكية :
– يكفي بأن تُسلب طفولته حين يظن بأنه تجاوز هذه المرحلة ليقلد الكبار
– ويحاول بشتى الطرق إيجاد تلك السجائر أو البحث عن المال لجلبها
– تعويد الطفل على الكذب والمراوغة وإيجاد الأعذار لتعويض غيابه أو رفع سقف مصروفاته
– فتح المجالات أما الطفل لتجربة أي شيء فالتدخين أول بادرة لإدمان أنواع أخرى من المخدرات
من الناحية القانونية لابد من ردع وتجريم البقالات والباعة وكل مخالف يبث السموم في أجساد الأطفال طمعًا بالمال فعوقبت بيع السجائر شبيهه تمامًا لبيع المخدرات والترويج لها
مما يحتم سن قوانين رادعة تمنع الإستستهال بالمراهقين والأطفال والتسويق لهم مايضرهم بأسعار زهيدة. واعتقد بأن السجن والغرامة وتخصيص كفيلة في ردعهم وإجبارهم على تخصيص أماكن مصرح لها لبيع التبغ بعيدًا عن متناول المراهقين و الاطفال كفيلة بمكافحة هذه الآفة وتقنينها لذلك على وكالة شؤون حماية المستهلك بوزارة التجارة حماية هؤلاء القاصرين من شراء وتداول هذه السلعة وعلى اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ التحرك والمساهمة في تكاتف جهودها مع الجهات المعنية في مكافحة هذا الخطر و معالجته بطرق فعالة.
أرجو من وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة وهو الذي عودنا على المبادرة أن ينظر في هذه الجريمة والتي تكمن تحت اختصاص وزارته وكلي ثقة بأنه سيجد الحلول المناسبة لمعالجة هذه الظاهرة و كما أثبت نجاحه في كثير من القضايا التي يأسنا لسنوات بأن تحل و حُلت بفضل حنكته وحرصه على استراتيجية عمل الوزارة.
كلي ثقة أنه في غضون أشهر سيتمكن من وضع الخطط المناسبة لتهذيب كيفية تناول هذه السلعة و التجارة بها. لذلك لن أنمق الكلمات وأصف العبارات ولكن أطلب منه برجاء أن يحمي المستهلكين الصغار من جشع التجار فالمراهقين والأطفال هم أساس المجتمع ولبناته الأولى والثروة الأساسية للتنمية ونهضة الوطن
أرحموهم من الداء الذي يقتلهم بصمت ويسلب جمال مراحل حياتهم العمرية الوباء الذي يأكلهم كما تأكل النار الهشيم فالمملكة تعد الرابعة عالميًا في استيراد التبغ والسجائر بما يعادل 15 مليار سيجارة للفرد منها 750 سيجارة سنوياً منها لكل إمرأة أو طفل مدخن.
و كما أشارت آخر الإحصائيات أن حجم سوق التبغ والسجائر في السعودية تجاوز 1.4 مليار ريال والسوق في نمو و المدخنين في ازدياد و لتتذكر يا معالي الوزير قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ وأنت تحمل أمانة أجيال يعبث بهم ثلة من معدومي الضمير , لعل صوتي يصلك كمواطنة أولا وقبل كل شئ تتمنى أن يحمي أطفالها قانون صارم و رادع يكفل حقوقهم ويمنع استغلالهم.
فاطمه
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال