الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا شك أن مبادرة “تعلم وعمل”، التي تبنتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والتعليم المهني ووزارة التعليم وتهدف إلى إدراج برامج تأهيل تقني ومهني لطلاب وطالبات التعليم العام في المرحلة الثانوية، تعد خطوة ممتازة وهادفة وستسهم في تأهيل الطلاب مبكرا للانخراط في سوق العمل.
برامج التدريب المهني والتقني لا يحتاج إليها شبابنا المقبل على الانخراط في سوق العمل فقط، بل يحتاج إليها أيضا كل فرد في المجتمع، فهي تكفل له القيام بأعمال المنزل البسيطة دون اللجوء إلى “عامل” يكلفه كثيرا من المال على عمل يسهل عليه القيام به متى ما كان مهيأ ومدربا.
نلجأ دوما إلى العمالة في غالبية أعمالنا المنزلية، وفي صيانة أجهزتنا الكهربائية، وفي أعطال المركبات البسيطة، بل إن بعض شبابنا لا يستطيع تغيير إطار السيارة ويستعين بعامل من أجل ذلك، ولكن لو كنا مدربين على تلك الأعمال لما كانت حاجتنا للعمالة كبيرة ولما استقطعنا جزءا كبيرا من رواتبنا في أمور يمكننا القيام بها.
المبادرة لا شك هادفة وجميلة ومفيدة وستستفيد منها سوق العمل، وستسد احتياجاتنا من الأيدي الوطنية المدربة، ولكنها تحتاج إلى تطوير من خلال إدراج برامج أخرى يستفيد منها الشباب في حياتهم كالسباكة والكهرباء المنزلية، وصيانة الأجهزة الكهربائية.
وأقترح هنا أن يتم إدراج مادة تكون في البداية اختيارية تسمى مثلا “الصيانة المنزلية” على أن تكون إجبارية وتبدأ دراستها في وقت مبكر ومن مرحلة المتوسطة إن أمكن، يمكن من خلالها أن نهيئ الطالب من سن مبكرة لتعلم ما يجب أن يتعلمه في صيانة منزله عندما يشتد عوده ويبدأ في تكوين أسرته، والاكتفاء ذاتيا دون الحاجة إلى وسيط يهدر عليه كثيرا من المال وهو الأحوج إليه وأسرته.
يجب أن يتجاوز الجيل الحالي مفردة “العيب” في العمل، التي قيدت أجيالا سابقة ومنها جيلنا الحالي وأسهمت في ترهلنا وخمولنا واعتمادنا على الغير في كل شؤون حياتنا الصغير منها قبل الكبير، ويجب أن نغرس في أطفالنا وأبنائنا ألا يعيب المرء العمل ــ أيا كان ــ وأن ما يعيبه هو فقط الاحتياج للآخرين.
أيضا أرباب البيوت “نساء ورجال”، من المتقدمين في العمر الذين لم يحالفهم الحظ في ممارسة وتعلم تلك البرامج المهنية والتقنية في المدارس هم بحاجة أيضا إلى برامج مشابهة ودورات مسائية خارج أوقات الدوام تمكنهم من تسيير أمور حياتهم والقيام بواجباتهم المنزلية بأيديهم والاكتفاء ذاتيا دون الحاجة إلى وسيط.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال