الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وأرى أن المشكلة ليست في الإفطار الجماعي أو حتى الفردي الذي يتم خلال ساعات الدوام الرسمي، ولكن المشكلة في «بروتوكولات» الإفطار نفسه الذي قد يصبح أحد عوائق العمل الإداري أو المالي، فالموظف الذي يأتي متأخرا إلى عمله ويقضي بعد ذلك ساعة في الأحاديث الجانبية مع زملائه حول آخر ما يبث في المواقع أو في الفضائيات أو عن نتائج المباريات ويتصفح الجرايد أو شاشة الحاسب بعد ذلك، فإذا صارت الساعة نحو العاشرة صباحا أحس بالجوع وأخرج إفطاره أو التقى مع عدد من زملائه في غرفة «مزوية» لتناول إفطار جماعي منوع وبشهية مفتوحة هذا إن لم «يلسع» بعضهم سيجارة على خفيف ويتخلل الإفطار أحاديث وذكريات وأيام كنا صغارا في الحارة!.
هذه الوليمة قد تستغرق ساعة فإذا انصرف كل موظف نحو مكتبه لم يبق لصلاة الظهر سوى ساعة لأن الوضوء والاستعداد للصلاة و«النحنحة» تبدأ قبل الأذان بنصف ساعة فإذا قضيت الصلاة وانتشروا في المكاتب أو خرج بعضهم للعودة بالأبناء من المدارس يكون المتبقي من ساعات الدوام السبع ساعة واحدة، وقد ينظر الموظفون إلى من يراجعهم في تلك الساعة نظرة قاسية ويقولون لبعضهم بعضا «يا ويلك من آخر زبون» وبحسبة بسيطة نجد أن ساعات الدوام الرسمي تقلصت إلى النصف أو ما دون ذلك وبالتالي ينخفض الإنجاز وتتعطل مصالح المراجعين وتبدأ الشكوى فيقع اللوم «على الإفطار» وحده مع أن المسألة لو نظمت وخصص له وقت لا يتعدى ربع ساعة لتناول إفطار مكتبي خفيف وخصص باقي الدوام للعمل الجاد لما تصاعدت الشكوى وحصل المنع،
ولذلك أقول للمفطرين والمفطرات: كلوا واشربوا واعملوا بإخلاص وعندها لن يمنعكم أحد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال