الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يخفى على أحد أهمية النفط في نهضة الدول وتطورها ورفاهية شعوبها. كيف لا ونحن نعتمد على مشتقاته في أغلب أمور حياتنا كمستهلكين، فتنقلاتنا براً وبحراً وجواً تعتمد عليه، الكهرباء التي تحرك حولنا كل ساكن في المصانع والمستشفيات والمنازل وغيرها، البلاستيك ومنتجاته المختلفة، الطلاء وأدوات التجميل، بل حتى جُل ّمانستر به أجسادنا من ملابس نجدها من أحد مشتقاته، ولهذا نعلم يقيناً بما لا يدع مجالاً للشك بأن اطلاق اسم “الذهب الأسود” عليه لم يأت من فراغ، بل لأهميته القصوى وكونه أهم مصدر من مصادر الطاقة. ومن أجل هذا “الذهب” الموجود في مكامنه بباطن الأرض تستنفر وتتسابق الدول المتقدمة والصناعية، ممثلة في شركاتها المتخصصة وخبرائها وعلمائها في مجال خدمات حقول النفط والغاز لتطوير التقنيات وتسجيل براءات الإختراعات وإيجاد الحلول الهندسية لتذليل الصعاب التي تواجههم لاستخراج هذا الذهب من مكامنه بطرق آمنة ومجدية اقتصادياً. يحول بيننا وبين النفط في مكامنه طبقات مختلفة من الصخور، منها سهل الحفر والإختراق ومنها الصعب الصلب، ولذلك تختلف معدات الحفر والمواد المستخدمة لصناعتها باختلاف هذه الطبقات الصخرية وخصائصها. ولذلك نجد العملية التكاملية بين الجيولوجيين ومهندسي الحفر وغيرهم لتحديد أحجام وأنواع المعدات المستخدمة لحفر الآبار النفطية أو “العيون النفطية” كما يسميها البعض. فأول مُعدّة في منظومة جهاز الحفر تُلامس سطح الأرض لبدء عملية الحفر تسمى “رأس الحفّار” ، ويأتي هذا الرأس بتصاميم هندسية وأحجام محتلفة، ويصنع من مواد مختلفة بناءاً على خصائص الصخور وطبيعتها، منها على سبيل المثال لا الحصر مادة “التنجيستين” و “الألماس”. يعتبر الألماس من أقوى المعادن، ولذلك نجده أحد مكونات القواطع في رؤوس الحفارات وذلك ليمكنها من حفر أشد أنواع الطبقات الصخرية صلابة وصعوبة. وهناك نوع مستخدم من الألماس المعالج يسمى PDC ، وتتم معالجته بوضعه في وعاء خاص لهذا الغرض وتعريضه لضغط هائل جداً يصل إلى ١٤٠٦١٨ كجم/ سم٣، ومن ثم تعريضه لدرجة حرارة عالية “حرقه” تصل إلى ١٥٠٠ درجة مئوية لمدة ٥ دقائق، فيصبح ذو صلابة أقوى وقدرة هائلة لاختراق أصعب الطبقات الصخرية. ختاماً، لعلّ البعض قد تفاجأ باستخدام هذا المعدن النفيس “الألماس” في الحفر، لكن عندما يكون الغرض من ذلك إنتاج “الذهب الأسود” بعد حفر “عيونه”، عندها نقول وبلا أسف: “لعيون الذهب يُحرق الألماس!” النمري
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال