الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يوميا تطالعنا الصحف وشاشات الإعلام بأن قوى التحالف حررت تعز، وأن قوة التحالف صدت هجوما على الحوثيين، أو قصفت مواقع جديدة لداعش وكأنها رسالة يومية تشعرك أن في سماء وفضاء الانتصارات والإنجازات لا تجد كلمة “اندماج”، “شراكة”، “تحالف”، “تعاون”، “ثنائية”، “تضافر”، “اتحاد” إلا ومعها سحائب الشعور بالحميمية، والنصر، والعطاء والفريق الواحد، وفي المقابل معها أن التحالف والاتحاد قوة، والتفرق والأنانية ضعف، لذا من يقرأ كتب الإدارة وفنونها ككتاب رجل الأعمال الأمريكي بيل جيتس”مغامرات الأعمال” والإستراتيجيات المستقبلية والاستشرافية يلحظ أن قوة المؤسسات الرائدة هي التي تتمتع بمناخ الفريق الواحد والمتجانس والاتحاد كونه طريقا لصياغة فكرة ورؤية موحدة وعطاء متين، ومن يلحظ إنجازات زُرَّاع البذور والمتطوعين يلمس قيمة المبادرات والبصمات والعطاءات بهدوء، وكما قال الأديب الرافعي: “إذا لم تزد شيئاً عن الدنيا كنت أنت زائداً على الدنيا”، لذا تاريخ الحياة ما زال يبرهن على أن كل تعاون وتضافر وتحالف هو ما يحقق أفضل الزيادات وأقواها رسوخا، لذا ما أجمل كل زيادة وإضافة وبصمة بنكهة التحالف والشراكة والاندماج الإيجابي والوطني، خاصة تلك النتائج التي في معتركات السياسة والتي تفضي إلى اندماج وتحالف يعود لمصلحة الوطن والمواطن، وهنا يحضر معي بقوة النموذج التونسي كمثال يشهد من خلاله العالم أن قوة التحالف الوطني والاتزان والحكمة لها الثمار الكبيرة، وذلك عندما وضح الباجي الرئيس التونسي قائد السبسي حصول الرباعية على جائزة نوبل بأن التوافق والاتحاد السياسي والرؤية الوطنية بدأت حين وقع معه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة لخلق توازن سياسي يحقق لتونس الأمن للوطن والمواطن، واعتقد أن التجربة التونسية نجحت وفشل غيرها في تحقيق تحالف وشراكة وطنية بسبب أن العقلية الانتقامية غير حاضرة، والاستفادة من تجارب شعوب وقعت ضحية الحرب الأهلية، وعدم السماح للتدخل الخارجي.
وفي المقابل من يلحظ التحالفات والاندماجات السلبية لقوى الشر والبراجماتية العالمية والتي كان آخرها على سبيل المثال التحالف الروسي الأمريكي الذي يندرج ضمن تعزيز الموقف الميداني للقوى الحليفة، وكأن هذه القوى ما زالت ترى أن خارطة العرب تركة يجب تقسيمها بالتساوي، وأن حصة الكعكة الذكية سيفوز بها من يملك قدرا من الحماقة السياسية والتحالف الشيطاني مع كل شيطان لتحقيق غاياته ولو على حساب موت الشعوب، لذا صار التدخل الروسي في سوريا تحالفا وقع بيد الوهم لتأطير الحمق السياسي، وباليد الأخرى كأس من خمر الهزيمة القريبة، من هنا صار هدف قوى الشر وإيران البحث عن أساليب لفرقتنا، وبعيدا عن السياسة.. أجد أن ذاكرتي معبأة لجميل التحالف والشراكة المؤسسية والوطنية كونها ذات بعد جمالي آخر ولعلي هنا أذكر بعضها في نقاط وشواهد:
الأولى: ما تمثلت في تحالفات أخيرة للشركات السعودية والقطاع الخاص لتوظيف الشباب والعاطلين خاصة برعاية أمير الشرقية ومحاولة إيجاد فرص وظيفية لهم، خاصة والأسى على من يحملون الشهادات العليا وخبرات الابتعاث.
ثانيا : التكاتف والتحالف الوطني بكل أطيافه ضد الفتنة والطائفية المقيتة والتي كان آخرها أحداث الاتحاد والتعاون والاندماج الوطني كما حصل في الدالوة والعنود وعسير ونجران، ونبذ الاتكاء على الآخر والعدو.
ثالثا: الشراكات المجتمعية التي ما زالت تتعزز بين الجامعات السعودية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسي، ويحضرني تحديدا الشراكات لجامعة الملك فيصل مع غرفة الأحساء، والأمانة، وهيئة السياحة والآثار مثلا، والتي رسمت بريشة تعاونها لوحة جمعت الأحساء وطلابها ومجتمعها، لذا فالشراكة المجتمعية التي هي رؤية الجامعة أعطت بعدا جماليا ليكون الوطن والمواطن أولا، لذا حين يجتمع معا القلم والفكرة، العلم والعمل، والخبرة والدراية، بل تجتمع غرفة المعرفة وغرفة توظيف المعرفة في حقل الحياة الكبير ليصير المشهد الشمولي للتكامل والانسجام وتحقيق الرؤيا المشتركة التي تعود بالخير على الوطن والمواطن.
من هنا اتصور أن تعزيز التحالفات والشراكات الإيجابية هي القوة القادمة وهي الاستثمار الناجح، وأن استثمار عقول المثقفين وأهل الاختصاص محور فاعل في التنمية بدعم القطاعات والمؤسسات والإعلام، ورفيق في صياغة بعض الخطط العامة للتنمية ومشارك في الاستشراف المستقبلي، وخاصة فئة الشباب المتقن للغة الإعلام والتواصل الاجتماعي لقطف الوطن أندى ثماره من بساتين الخبرة والتجربة والحب وأصبحت فضاء لأجنحة تمتد بلا حدود.
نقلا عن اليوم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال