3666 144 055
[email protected]
كبير مهندسي حقول النفط والغاز
eng_nimri@
مازالت تخمة السوق النفطي مستمرة بزيادة العرض العالمي، وبالرغم من هبوط أسعار النفط لأكثر من النصف منذ منتصف عام ٢٠١٤م مما أثر بشدة على عدد منصات الحفر الأمريكية حيث توقفت أكثر من ١١٠٠ منصة حفر عن العمل، إلا أن إنتاج أمريكا من النفط الصخري لم يتأثر تأثيراً ملحوظاً على الأقل في الفترة الحالية بل خالف الكثير من التوقعات التي ذهبت لانخفاض سريع من إنتاج النفط الصخري.
لغة الأرقام تترجم ذلك على أرض الواقع بوضوح، فمنذ شهر أكتوبر من عام ٢٠١٤م حتى شهر أكتوبر السابق تجاوز انخفاض عدد منصات الحفر الأمريكية نسبة ٦٠٪ بينما بقي معدل الانتاج من النفط الصخري ثابتاً تقريباً وبنسبة تذبذب محدودة جداً لم تتجاوز ٥٪
قطعاً سينخفض إنتاج أمريكا من النفط الصخري عطفاً على المعطيات السابقة بسبب توقف المئات من منصات الحفر عن العمل بسبب انخفاض أسعار النفط وعدم الجدوى الاقتصادية للاستمرار بذلك، وإذا ما علمنا بأن معدل عمر بئر النفط الصخري في حدود الخمس سنوات وأنه يفقد معظم كفاءته في السنة الأولى يبقى السؤال الأهم متى سيتم هذا الانخفاض؟ وهل سيتم بسبب تقني بناءاً على كفاءة هذه الآبار وإنتاجها؟ أم بسبب اقتصادي يهدف لرفع مدروس لأسعار النفط من خلال خفض انتاجها مما ينعش شركات الحفر الأمريكية؟
في الجهة الأخرى صرح وزير النفط الايراني بأن ايران ستخبر رسمياً أعضاء أوبك في اجتماعها القادم بفينا في شهر ديسيمبر المقبل عن خطتها لإضافة ٥٠٠ ألف برميل يومياً بمجرد رفع الحصار الدولي عنها مطلع عام ٢٠١٦م، وتتجه إلى رفع صادراتها النفطية بمليون برميل يومياً بنهاية الربع الأول من نفس العام مستهدفة السوق الآسيوي كأولوية لها وأن لا مانع لديها بالمنافسة في السوق الأوربية وغيرها إن دعت الحاجة. إن تم ذلك فعلاً ستزداد تخمة السوق بزيادة العرض والذي سينعكس سلباً على أسعار النفط في ظل تمسك المنافسين داخل أوبك وخارجها بحصصهم السوقية.
أعتقد بأن الفترة المقبلة هي مرحلة النفس الطويل واللياقة الاقتصادية في ظل تخمة السوق النفطية والتمسك المشروع للدول المؤثرة بحصتها السوقية مالم يتم التعاون والاتفاق بين جميع الأطراف داخل أوبك وخارجها بخفض مدروس للانتاج يدفع بالأسعار إلى الارتفاع.
النمري
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734