الادخار ثقافة

wael_mirza@ عند الحديث عن الادخار في السعودية رأسا ما تسمع انتقادا لاذعا واستغرابا متعجبا عن هذه الكلمة وكأنها من سابع المستحيلات رغم أننا لم نحاول أصلا ولو بأقل القليل لكي ندخر ! ولنكون واقعيين فإن التضخم في عصرنا هو ما يفتك بقيمة رواتبنا ودخل أسرنا بالإضافة إلى القروض الاستهلاكية وبطاقات الائتمان والإيجارات وغيرها حتى يأتي آخر الشهر والراتب لا يبقى منه شيء في أغلب الأحوال ، ولكن ذلك لا يعني أنه لا نستطيع ادخار أي مبلغ زهيد في أسوأ الأحوال ! العجيب أنه في نفس الوقت الذي نفتح فيه حصالة أولادنا وبناتنا بعد سنوات ، نتفاجأ أن فيها بعض الألوف بالرغم من ضغط مصاريفنا الشهرية التي تجعلنا نسير في الحياة بلا أهداف مالية ولو بسيطة ! وهذا أمر عجيب رغم أن الراتب لم يبق منه شيء خلال تلك السنوات السابقة ! إذا فإن المبالغ المدخرة الصغيرة وعلى فترات أطول من ابتداء من سن طفولة أبنائنا وبناتنا حتى التخرج من الجامعة قد تصل لمبالغ كبيرة في المستقبل ! إذا ما الذي تغير ؟ الذي تغير هو أن ادخار المبالغ الزهيدة شهريا سوف لن تأثر على حياتنا بشكل كبير وفي نفس الوقت استطعنا ادخار بعض المبالغ في المستقبل (أفضل من صفر) ! وإليك المثال الآتي : افترض أن راتبك هو 10000 وصرفتها كلها لمدة 25 عاما أو كان عندك نفس الراتب مع صرف 9800 شهريا فهل هناك فارق كبير في سلوك مصروفاتك الشهرية بين صرف 10000 أو 9800 ؟ بالطبع لا ! إن تأثير ادخار 200 شهريا (2% من الراتب) ستنعكس عليك كالتالي : *ادخار بدون استثمار = 200 * 12* 25 = 60000 ريالا *ادخار مع استثمار منخفض المخاطر (أرباح سنوية 1%) = 60000 (رأس المال) + 8134 (أرباح) = 68134 ريالا *ادخار مع استثمار متوسط المخاطر (أرباح سنوية 3%) = 60000 (رأس المال) + 29201 (أرباح) = 89201 ريالا أليس تلك المبالغ أفضل من صفر ! ملاحظة / لم يتم احتساب احتمالية زيادة الراتب لمدة 25 سنة ، وإلا ستكون مبالغ الادخارات النهاية أكثر من 60000 بكثير وتم احتساب الربح الشهري بطريقتها الإسمية وليس الفعلية . إذا نحن نتحدث هنا عن ثقافة الادخار والتعود عليها كل شهر ، فبذلك سنعيش حياتنا اليوم بتحدياتها وقد يكون لدينا شيء مثمر لأبنائنا وبناتنا عند التخرج من الجامعة . ملاحظة / سأتحدث في مقالات قادمة حول كيفية تطوير هذه الفكرة لكي تتطابق مع أهدافنا في المستقبل متضمنة مخاطر التضخم . مرزا