الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
binsharidah1@
في 1 يناير من عام 2000م كنا قد دخلنا في القرن الـ 21 والذي سينتهي تحديداً في 31 ديسمبر من عام 1999م، حيث يتمتع القرن الحادي والعشرون بعدة مميزات وتطورات وتغيرات وأحداث غريبة وعجيبة منها ما هو مدهش وممتع مثل تطور تقنيات الكمبيوتر والاتصالات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي حقا أحدثت نقلة نوعية وملموسه في حياتنا اليومية، ولكي نتأكد من ذلك علينا أن نسأل من هم في العقد الثالث فما فوق، فهم حقا يشعرون بهذا التطور ويمارسونه وكثيرا ما يقارنونه بأيام الثمانينات والتسعينات الميلادية التي كانت تفتقر لمعظم التكنولوجيات المتطورة والعالية الأداء.
أما الجانب المحزن هنا هو ما حدث ومازال يحدث من تقلبات وتقلصات وارتدادات في الاقتصاد العالمي بشكل دراماتيكي وعلى مدى سنوات قصيرة مما يثير المخاوف والشكوك لدى أغلب الحكومات والشعوب في مجمل طبقاتها،ولا ننسى الأزمة المالية العالمية عام 2008م والتي اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ زمن الكساد الكبير سنة 1929م حيث انهار وقتها 19 بنكا أمريكيا، وامتدت الأزمة حتى وصلت دولا أوروبية وآسيوية وخليجية.
وهاهنا الان بعد 7 سنوات من تلك الأزمة نعيش مخاوف أسعار النفط المرتدة التي رمت بسهام نتائجها على عقول الناس فخرجت لنا تحاليل وانتقادات كثيرة في الصحف اليومية وفي وسائل التواصل الاجتماعي من كتاب واقتصاديين ونقاد ومفكرين وأساتذة جامعات، فمنها ما هو الإيجابي المتفائل ومنها ما هو السلبي المتشائم.
كما أن العوام أيضا أصبحوا يفتون في أمور النفط ومستقبله ولا يلامون على ذلك فالنفط يمثل اقتصادا رئيسيا لمعظم الدول المنتجة له كما في المملكة العربية السعودية.
لكن نحن في وطننا الغالي يظل اعتمادنا دائما وأبدا على الله سبحانه وتعالى ومن ثم على حكومتنا الرشيدة فهي دائما وابدا واعية ومستعدة لكل المتغيرات ولله الحمد، أيضا نحن لا نجهل دور المؤسسات والوزارات الحكومية التي تسعى جاهدة لأن تجعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمةوالمنتجة.
إن الوقوف على المؤثرات والاطلاع على الأزمات من كل جوانبها يساعد على فهم مسار المشكلة والاحتياجات التي بالتأكيد ستكون مرتبطة بشدة مع مستقبلنا، ولننظر بالعين الإيجابية ونتجاهل كل ما هو سلبي وقاتم عندها سنرى جميع الفرص بوضوح وكما يقول المثل “ابحث عن الفرص داخل الأزمات”، وهنا سأتطرق إلى حاجتنا إلى الطاقة وتوفير مصادرها بشكل مستدام حيث أننا نعلم أن الحاجة إلى الطاقة أصبحت في وقتنا الحالي تنافس الحاجة إلى الماء،وتقنيا أصبح وجود أحدهما سببا لوجود الآخر فالتطبيقات كثيرة وشاملة على ذلك.
نعم نحن الآن نمر بمرحلة أسميها (مرحلة البحث عن بدائل النفط) والتي سنبني عليها مستقبلنا الجديد الذي سيحمينا ويحمي ثروات أجيالنا القادمة بإذن الله، وهذا لا يعني الاستغناء المطلق عن النفط بل هو تدرج فعلي ومرحلة انتقالية لما بعد النفط وعدم الحاجة للوقود الأحفوري والتي في بدايتها يحدثمعها المستجدات.
فبعد تصريح وزير البترول عن دراسة رفع أسعار الطاقة المحلية وخفض نظامالدعم الذي يعتبر منطقيا قياسا بتقلبات أسعار النفط والاستهلاك المهدر محلينا نجد أيضا من المنطقي جدا ان يتم تعزيز برنامج ومشاريع الطاقة الشمسية التي لطالما طال انتظارها منذ تصريح عام 2012م عن نية المملكة العربية السعودية تقليل اعتمادها على إنتاج النفط والغاز، وعن أنها تخطط بحلول عام 2040م لإنتاج 41 جيجاوات من الطاقة الشمسية منها الشمسية الحرارية 25 جيجاوات والشمسية الكهروضوئية 16 جيجاوات.
فلذلك تمثل الطاقة الشمسية عامل مهم في صناعة الطاقة، حيث تشغل أعداداً قياسية في توليد الطاقة الكهربائية وتعتبر الطاقة الشمسية الكهروضوئية هي اللاعب المهم في وقتنا الحالي أيضا على الصعيد العالمي، واستنادا إلى تقريرالرابطة الأوروبية لصناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية قد وصلت قدرات توليد الكهرباء المتاحة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم لهذا العام 2015م إلى 178 جيجاوات منها 40 جيجاوات تم إنجازها في عام 2014م وستتضاعف أضعافا كثيرة في السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى 540 جيجاوات ومع انخفاض في التكاليف وصل إلى 75% في أقل من 10 سنوات وزد على ذلك تطور النظام وكفاءته وتزاحم المستثمرين على الاستثمار في هذه التقنية.
هناك جانب مهم نطمح إليه وهو إنشاء محطات شمسية في أسطح المنازل حيث يتم توليد الطاقة الكهربائية مباشرة واستخدامها في مرافق المنزل ومن ثم حفظ الفائض في بطاريات منزلية لاستخدامها فيما بعد أو بيعه على شركة الكهرباء وذلك بعد تفعيل خدمة تعرفة البيع بين شركة الكهرباء والمستهلك وهذا هو الاستثمار الحقيقي وهو المعمول به الآن في أغلب دول العالم.
لكن البعض يعتبر أن هذا الكلام صعب أو غير مجدي ماديا وأنا أقول صحيح أنه غير مجدي الآن! لكن ماذا بعد 5 إلى 10 سنوات من الآن؟! بالتأكيد الظروف ستتغير ومعها سيتغير كل شيء، إذن الاستعداد مهم جدا.
أما الجانب الأخر الذي له علاقة بالطاقة الشمسية ويعتبر أكثر أهمية لحياتنا هو “الأمن المائي” أو الحصول على الماء والجميع يعرف أننا سنمر في مأزقا حقيقيا في تأمين موارد المياه فالموارد بدأت تشح وتنضب تدريجيا لعوامل طبيعية عديدة منها قلة هطول الأمطار وارتفاع معدلات البخر وعلى حسبدراسات “المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم” و “المركز العربي لدراساتالمناطق الجافة والأرضي القاحلة” سيظهر لدينا عجز مائي شديد في دولالخليج العربية بحلول عام 2030م.
ولذلك نحن نلجأ إلى تحلية مياه البحر التي أيضا تستنزف ثرواتنا النفطية لتوفير كمية ليست كبيرة من ليترات المياه المحلاة فالطاقة هي الأساس في هذه المرحلة أي أن استبدال النفط بالطاقة الشمسية لتحلية مياه البحر هو الحل الأمثل والأوفر من الآن وللمستقبل، فتطبيقات الطاقة الشمسية في تحلية المياه كثيرة ومهمه وسيكون لها انتشار وحضور واسع في المستقبل كما هي محطات الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء وهذا هو حال مستقبل التكنولوجيا حيثالتنبؤات دائما فيها كثيرة.
لذلك يقول العالم الفيزيائي الدنماركي نيلس بور: “التنبؤ أمر صعب، خصوصا حول المستقبل”.
الشريدة
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال