الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كبير مهندسي حقول النفط والغاز
Eng_Nimri@
كم هو دبلوماسي هذا النفط ومحابي من الطراز الأول لمصدريه ومستهلكيه، ففي ارتفاع سعره خير للأول، وعند انخفاض سعره يستبشر الآخر، ما أن يجرح أحدهم بسلوكه السعري، السطحي أحياناً والعميق أحياناً أخرى، حتى يعود لمداواته. هذه الحقيقة بكل تجرد، والتي يجب إدراكها والتعايش معها، بأن تقلبات أسعاره صعوداً وهبوطاً ستستمر بالتأرجح يحركها قوتي العرض والطلب، ولن تتوقف حتى نضوبه وحتى آخر قطرة منه قابلة للإستخراج. تتفق جميع الدول على هذه الحقيقة دون استثناء ولكنها تتباين في التعاطي معها، فلكل دولة رؤيتها وسياستها النفطية الخاصة بها.
حالياً وصل مجمل الإنتاج العالمي من النفط إلى قرابة ٩٤ مليون برميل يومياً، بفائض ٤ مليون برميل على الطلب العالمي، والجدير بالذكر بأن هذا الفائض قابل للزيادة خلال الأشهر القليلة القادمة إما بزيادة العرض نتيجة توجه بعض الدول داخل أوبك وخارجها برفع صادراتها النفطية، أو بسبب انخفاض الطلب بسبب تباطؤ نمو بعض الدول المؤثرة استهلاكياً كالصين مثلاً.
كل ماسبق ذكره أثر سلباً على انسجام وانسيابية حركة أرجوحة النفط، إضافة إلى الأوضاع الجيوسياسية المضطربة في المنطقة وتبعاتها على الكثير من الدول المؤثرة في عالم النفط. لكن يبقى السؤال الأهم الذي يبحث الجميع عن إجابته، هل هناك أي بوادر لعودة هذا الانسجام والانسيابية؟
هناك بصيص أمل وملامح خجولة بدأت تتشكل مع توقعات انخفاض إنتاج أمريكا للنفط الصخري في الفترة المقبلة، وكذلك بعد إعلان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن استعداد روسيا وأوبك لإجراء مشاورات تهدف لتقييم الموقف في سوق النفط.
أعتقد بأن تقليص الفائض في المعروض النفطي والذي بلغ ٤ مليون برميل يومياً لن يتم بين عشية أو ضحاها حتى وإن تم الاتفاق بين صناع القرار المؤثرين داخل أوبك وخارجها بخفض الانتاج بلا ضرر ولا ضرار. وحتى وإن زاد الطلب العالمي على النفط، بل سيتم هذا التقليص بصورة تدريجية تتسارع وتتباطىء وفق المؤثرات العالمية بشتى أنواعها، ولكن لنكن متفائلين فأن يأتي الخير متأخراً خير من أن لا يأتي أبداً!
لعل في القادم من الأيام أن تتضح معالم إنفراج الأزمة الحالية، وهنا لا يسعني إلا أن أقول كما قالت العرب سابقاً: “الأيام حبلى يلدن كل عجيب”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال