الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
@binsharidah1
تم تسجيل أول مخالفة مرورية في بريطانيا في 28 يناير 1896م ويعتقد أنها المخالفة المرورية الأولى في العالم، وقد ارتكبت هذه المخالفة من قبل “والتر أرنولد” في إيست بيكهام من مقاطعة نورفولك. حيث كان السيد أرنولد يقود سياراته في منطقة كانت محددة بسرعة قصوى 2 ميل في الساعة، وكان قد تجاوز السرعة إلى 8 ميل في الساعة فحصل على غرامة قدرها 1 شلن أي ما يعادل 120 جنيه إسترليني. رغم أن السرعة كانت بطيئة إلا أن هذا دليل على صرامة النظام البريطاني تجاه المخالفات المرورية منذ 119 سنه.
في الحقيقة أن التعرض لمخالفة مرورية باتت من الأمور الاعتيادية في يومنا هذا، وربما لن تجد شخصا لم يحصل على مخالفة مرورية في حياته سواء على الطرق السريعة أو داخل المدن، والأكيد أن المخالفات المرورية هي سبب رئيسي في ضبط أمن الشوارع داخل المدن وعلى الطرق السريعة. لكن مشكلتنا مع المخالفات المرورية لم تعد مشكلة مبلغ مالي يتم دفعه وتنتهي القضية وتكمل طريقك إلى المنزل أو إلى الاستراحة، هي للأسف أصبحت قضية هدر أرواح وقتل أبرياء وشباب وعائلات، فالمقابر و (تشاليح) السيارات شاهدة على ذلك، فنحن لانزال الدولة الأولى المتفوقة عالميا بنسب الحوادث مع معدل 18 حالة وفاة يوميا وحوالي 7000 حالة وفاة سنويا بسبب حوادث السيارات.
قبل أسبوعين شدني كلام جميل وواقعي على اليوتيوب للدكتور عيد اليحيى، أنصح بمشاهدته، وهو بعنوان (كيف يفتخر السعوديون بقاتلهم) تحدث فيه عن ممارسات الشباب السلبية وتغير حالتهم النفسية أثناء قيادة السيارة أو مجرد مسكهم للمقود فقط، حيث شبه قائد السيارة المتهور كمن يضع سلاح رشاش على صدرك ويهددك بالقتل، وهذه تعتبر حقيقة مؤلمة نشاهدها كل يوم خصوصا على الطرق السريعة فتجدك تسير بأمان الله بسرعة لا تتجاوز الـ 120 كم/ساعة وماهي إلا لحظات ويظهر لك المراهق المتهور الذي يسابق البرق والرعد ويطالبك بالطيران أو الاختفاء عن طريقه وإلا سينسفك نسفا. ولا ننسى أصحاب (الشطرطونات) على الطرق السريعة حيث تلاحظهم قبل كل نقطة تفتيش وبعد كل نقطة تفتيش وهذا كله لهدف تخطي السرعة القانونية والانتصار على نظام (ساهر) مع المفاخرة بذلك بين الأصحاب والتوصية بهذا الفعل. هل كل هذا عشق لارتكاب المخالفات المرورية؟
أعتقد أن المشكلة الحقيقة تكمن في (العناد) عند أغلب الشباب، فلا يجيد السيطرة على نفسه فهو عنيد إلى درجة أنه لا يقدر أن يتحمل مشوار طريق مدته 30 دقيقة داخل مدينة الرياض فما بالك بطريق سفر طويل، فتجده يبرمج نفسه على أنه متأخر ومستعجل جدا جدا كمن لديه حالة طوارئ وأن غيره من الناس (فاضين) وخرجوا للتنزه فقط، فتبدأ سلسلة (السرعة والغضب) والتهور وإرعاب خلق الله، ومع هذا التهور والجنون تجده لا يلتزم بقواعد السلامة كربط حزام الأمان واستخدام إشارات السيارة الضوئية وعدم التجاوز الغير مسموح وإلى آخره.
بصراحة الوضع أصبح متأزم ونريد حل لهذا (العناد) واللامبالاة من بعض الشباب هداهم الله، وهنا يأتي دور جهاز المرور وأمن الطرق في ضبط الوضع وفرض النظام بصرامة واضحة وإيقاف هذه النماذج اليومية التي أصبحنا نشاهدها في الصباح والمساء وكأننا ملزومين بها. أيضا نحن نفتقد في الحقيقة إلى البرامج التوعوية مثل برنامج “قف” الذي كان يحتوي على إرشادات مفيدة لقادة السيارات ومشاة الطرق والتي يجب اتباعها لضمان سلامتهم. هذه البرامج مهمة والحاجة لها أكثر من ذي قبل فهذا الجيل فقد المصادر التوعوية، وبالإمكان تفعيل البرامج التوعوية عن طريق برامج التواصل الاجتماعي مثل “سناب شات” و “انستقرام” و “تويتر”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال