كيف تحدث ثورة في مجال عملك؟

@binsharidah1

هل سبق لك أن تساءلت لماذا الشركات الكبيرة الناجحة مثل “نوكيا” أو “كوداك” فجأة فقدوا القدرة على المنافسة وخرجوا؟ أو كيف يمكن لشركات عالمية مثل “سامسونج” أو “آبل” أن تفشل؟

في الحقيقة كان لدى “نوكيا” و “كوداك” موارد وفيرة للبحث والتطوير، وكان لديهم قامة كبيرة من الخبراء الذين يملكون معرفة تامة بالأسواق، ولكن كان لديهم شيء آخر مشترك: أنهم جميعا غابوا عن اللحظة التي كان من الواجب أن يغادروا فيها مشوارهم الأساسي الناجح ويعيدون النظر في نماذج الأعمال الخاصة بهم، لكنهم انشغلوا بإدارة أعمالهم اليومية وخدمة عملائهم وابتعدوا كثيرا عن الابتكار والابداع وعدم البحث عن الفرص المستقبلية.

إن استخدام نموذج الأعمال المبتكر هو الطريق الأكثر ربحا وأكثر استدامة من ابتكار منتج جديد، والحاجة إليه في العالم أكبر، على سبيل المثال: أصبحت “أبل” أكبر بائع تجزئة للموسيقى دون بيع “سي دي” واحد؛ وشركة ” نتفليكس” اعادت تطوير نموذج الأعمال لإنترنت الفيديو دون تشغيل متجر واحد للفيديو.

أيضا لازالت شركة “قوقل” تهاجم صناعات جديدة وتضمها تحت سقف منتجاتها من نظارات وسيارات ذاتية القيادة إلى أجهزة لقياس حرارة الجو ومساهمات في الطاقة الشمسية، وهذا كله يصب في مصلحة الشركة وفي نموذج أعمالها المبتكر واعتمادها على أراء العملاء. فالمبتكرين لنموذج الاعمال مثل “قوقل” و “أمازون”، أحدثوا ثورة نجاح من خلال التغلب على المنطق المهيمن فليست فقط قوة التكنولوجيا هي التي تخدمهم إنما نموذج الأعمال المبتكر، فقد أصبحت شركة “أمازون” أكبر بائع للكتب في العالم على الرغم من أنها لا تملك متجر أو محل واحد. وشركة “سكايب” هي أكبر مزود للاتصالات السلكية واللاسلكية في جميع أنحاء العالم على الرغم من أنها لا تملك أي بنية تحتية للشبكة.

حسنا الكل يسأل: ما هو بالضبط نموذج الأعمال المبتكر؟ وكيف نتمكن من تحقيق ذلك؟
في البداية تحتاج إلى أن تجيب عن أربع تساؤلات رئيسية:
أولا: من هو عميلك المستهدف؟
ثانيا: ما هو العرض أو الطرح الذي ستقدمه للعميل؟
ثالثا: كيف تصنع قيمة العرض أو الطرح؟
رابعا: كيف يمكنك الحصول على أرباح؟

ماذا عليك أن تفعل لتحقق نموذج العمل الخاص بك؟ كل ما عليك هو أن تتبع أربع خطوات:
أولا: بدء العمل / وفيها تجيب عن التساؤلات الأربعة السابقة بكل دقة ووضوح.
ثانيا: التصور / وهي مرحلة الاختيار والمقارنة والتحرك إلى اتجاه جديد، مثال على ذلك: (إضافة جديدة على المنتج – التحول من نظام الدفع إلى السحب – نظام التأجير بدلا من البيع – التجزئة بدلا من الجملة – توزيع المنتج تحت علامات تجارية أخرى). أنماط نماذج الأعمال التي تدعم التصور كثيرة وتصل إلى 55 نمط.
ثالثا: التكامل / وهي مرحلة إكمال الصورة واختبار مدى تطابقها مع اجابات الأسئلة الأربعة السابقة الخاصة بنموذج عملك.
رابعا: التنفيذ / وهي المرحلة الأخيرة ويتم فيها التنفيذ ولكن بعناية وهي تحتاج صبر ووقت مع مراعاة جميع ما سبق.

هنا نقول إن الإبداع هو العامل الرئيسي لحماية الأعمال في الوقت الحاضر وهو الحل لمواصلة المنافسة، فالإبداع ليس بالضروري أن يكون اكتشاف تقنية جديدة أو إفراط في التطوير أو اختراع منتج جديد. معظم الوقت يكون ميزان الابداع هو التعلم من نتائج الاخرين وإعادة بناء نموذج الاعمال الخاص بك.

أخيرا، هناك قاعدة تستخدم في ضبط أمور الأعمال تقول: (إن نجاح اليوم هو عدو النجاح يوم غد).