3666 144 055
[email protected]
نعيش اليوم في عصر نواجه فيه مجموعة من المتغيرات والتي رافقتنا في السعودية اكثر من مرة وناجمة من تذبذب اسعار النفط بين الارتفاع وبين الانخفاض وفي كل مرة يرتفع النفط تتكون للدولة فوائض لا تلبث هذه الفوائض في التراجع والانخفاض وربما تتجه الدولة نحو الاقتراض. والآن اتخذ المجلس الاقتصادي توجه نحو عدم تكرار السيناريوهات السابقة وأصبح التوجه الاعلي عدم حدوث الضغط السابق والناجم من تراجع النفط وانخفاض سعر البرميل وذلك حتي لاتوثر علينا مستقبلا وتصبح التنمية والتطور في السعودية رهينة لسعر برميل النفط وهو وضع سلبي ومؤثر.
نعم هناك مجلس اقتصادي مهتم باتخاذ القرارات لدعم واستمرار التنمية الاقتصادية ولكن من خلال تضيق الفجوة وتوجيه الثروات وتنمية الاقتصاد. ولعل بادرة رسوم الاراضي داخل النطاق العمراني والتي يفترض جاهزيتها للاستفادة ستدفع الي الاستفادة منها وتخفف من المناطق البيضاء داخل المدن. فقبل مدة راينا احصائيات تتحدث عن ان اكثر من نصف المدن الرئيسية في السعودية أراضي بيضاء.
وركز المجلس الاقتصادي في توجهاته علي ابعاد اخري تضيف اعباء علي ميزانية الدولة وتفقد الدولة جزء من الدخل مما تتسبب في نوع من الهدر الاقتصادي. التخطيط والتوجيه للاقتصاد بعد مهم وأساسي ركزت عليه الدولة من اول خطة خمسية تمت قبل اكثر من نصف قرن ولكنها مع الاهتمام والتركيز كانت تسعي لتنويع الدخل ولا يكون الاعتماد علي النفط ولكن لم تتخذ فيها التوجهات التي أدت الي تنمية المصادر البديلة وهو شغلنا الشاغل فهل يستطيع المجلس الاقتصادي في تخفيف الاعتماد علي النفط وتنويع مصادر الدخل للدولة حتي تستطيع الاستمرار في حماية مكتسبات المواطن والمزايا التي تعود عليها؟ ام اننا امام توجه جديد يساعد على الحفاظ علي الثروة وترشيدها بحيث تحقق حلم المواطن وتستمر التنمية لكن بطرق مختلفة.
لا شك ان المجلس لديه مجموعة من الخطط التي سنشهدها في الأيام القادمة والتي ستدعم تنمية الاقتصاد وتحافظ علي مستقبل مشرق من خلال الترشيد والتنويع.
الدورات التي مر بها الاقتصاد السعودي من صعود وهبوط بسبب الاعتماد علي النفط كمصدر أوحد جعلت المجلس الاقتصادي يركز علي التقليل من تأثيرها وتوجيه الاقتصاد بصورة تقلل من اعتماده المفرض علي النفط من خلال ترشيد استخدام الموارد وتنمية مصادر بديلة مع تنمية الاقتصاد وهي مهمة لا شك انها صعبة وطريق جديد ولكن لابد من كسر الحلقة وتوجيه الاقتصاد ليحقق الكثير للاجيال القادمة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734