الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
@dalsmyran
الكثير منا لديه الفكرة الخاصة بمشروعه الذي يحلم به ولكن توفر السيولة الكافية يجعله يتعثر في تطبيق تلك الفكرة. ويأتي التمويل الجماعي (crowd funding) كإجابة لعنوان المقال و كحلٍ لفئتين من الناس؛ أولهم أولئك الذين يملكون الفكرة المميزة لمشاريع رائدة تضيف للمجتمع العديد من الميزات لكنهم يقفون أمام ثغرة التمويل التي تمنحهم القدرة على تطبيق أفكارهم على أرض الواقع. وثانيهم أصحاب رؤوس الأموال الذين يودون استثمار أموالهم وتوظيفها لكنهم لا يملكون الوقت ولا السبيل لذلك.
انطلقت فكرة التمويل الجماعي (crowd funding) قبل سنين قريبة وانتشر حتى وصلت أصدائه إلى العالم العربي في الآونة الأخيرة، حيث كانت بداياته في الغرب بلجوء أصحاب الأفكار والمشاريع إلى المحيط الاجتماعي الخاص بهم من أصدقاء وأقارب، الذين بدورهم يؤمنون بتلك الفكرة ونتيجة لذلك يمولون صاحبها برأس المال مقابل إكسابهم امتيازات مستقبلية كجزء من الربح أو استخدام المنتج مجانًا. ونظرًا لضيق نطاق الجهة الممولة آنذاك – على الأصحاب والأقارب- كان صاحب الفكرة يواجه مشكلة قلة المساهمين وبالتالي قلة رأس المال المجموع؛ ومن ذلك نتجت فكرة توسيع دائرة نطاق الممولين إلى أكبر فئة ممكنة من الناس لجمع رأس المال المطلوب في وقت قياسي وهذا ما يسمى بالـ(crowd funding).
تأتي شركات التمويل الجماعي (crowd funding) من أجل حل مشكلة التمويل لأصحاب المشاريع بحيث توفر لهم طرح أفكارهم وتحديد السيولة المطلوبة لتنفيذ المشروع ومن ثم تَلقي المساهمات المادية من الأشخاص المعجبين بفكرة المشروع حتى يتم تحصيل المبلغ المطلوب بالكامل منهم، وبعدها يتم تنفيذ المشروع ويقع على صاحب المشروع حق الوفاء بالاتفاقات (الوعود) التي قطعها للمساهمين.
كما تختلف آليات عمل شركات التمويل الجماعي (crowd funding) من شركةٍ لأخرى، فبعضها تعتمد في سياستها التمويلية على أن تكون المبالغ المساهم بها كالتبرعات والهدايا التي لا ينتظر المساهم مقابلًا لها، والبعض الآخر من الشركات تمكن المساهمين من جني فائدة مادية مقابل مساهمتهم بأموالهم، كما يوجد نوع ثالث من شركات التمويل الجماعي يعتمد على إعطاء المساهمين الداعمين للمشروع أسهمًا في المشاريع التي يدعمونها.
المشاريع الناجحة التي تم تمويلها عن طريق التمويل الجماعي (crowd funding) لا حصر لها حول العالم والمبالغ المجموعة عن طريقه تجاوزت الـ900 ألف دولار في بعض مشاريع التقنية والمجالات الأخرى. والحقيقة التي نستبشر بها بجانب كون التمويل الجماعي يحل مشكلة التمويل لأصحاب المشاريع فهو كذلك يُحسن ويحل مشاكل أعمق في سبيل تطوير عالم الأعمال وتشجيع المستثمرين على الاستثمار لخلق أسواق جديدة توفر فرص عمل وتحرك اقتصاد البلد.
فمثلًا أحد الايجابيات هي منافسة التمويل الجماعي (crowd funding) لقروض البنوك التعسفية التي تدعي دعم مشاريع الطاقات الشابة، فلربما يكون التمويل الجماعي – مستقبلًا – أحد الأسباب التي تجعل البنوك والجهات الممولة تعيد التفكير في شروطها وسبل تمويلها التي تضر بالمستثمر لترى التمويل الجماعي (crowd funding) بعين المنافسِ والخاطفِ للأضواء.
كما يوجد العديد من الشركات الخاصة بالتمويل الجماعي (crowd funding) على مستوى الشرق الأوسط، كمنصة “بداية” و “ذو مال” و “يُمكن” وغيرهم. ولكن حتى الآن لم تحضى شركات التمويل الجماعي (crowd funding) في العالم العربي بالاهتمام الكافي، فماذا عن المستقبل القريب؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال