الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
@binsharidah1
في الوقت الذي كان يستعد فيه قادة العالم لمناقشة معاهدة رئيسية لتغير المناخفي باريس، كانت ألمانيا قد حصلت على جو عاصف لبضعة أيام، مما دفعحصة طاقة الرياح في الشبكة الألمانية لأكثر من 50% وسعر فوري للكهرباءيساوي الصفر، أو على مقربة من ذلك. وفي الهند حيث تخطت حاجز الـ 5 جيجاوات في توليد الكهرباء من محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، أما الصين فقد قلبت كل الموازين وستبني محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتنتج ما يعادل 450 جيجاوات من تلك المحطات بحلول عام 2020م، وهذا ليس سوى غيض من فيض.
المهم أننا جميعا نرى التغيرات التي طرأت على عالم الطاقة، لكن هذا ليس لأنمفاوضات المناخ من قبل الأمم المتحدة التي جرت في باريس قد تنجح، أو لأنالولايات المتحدة أخيرا أصبحت جادة حول تبني الطاقة النظيفة والمتجددة. أيضا ليست بسبب أن الناس يريدون تخطي هدف 2 درجة مئوية لتجنب زيادة الاحتباس الحراري في المستقبل.
لا، إنها لأثنين من تكنولوجيات توليد الطاقة: (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) التي ستغذي شريحة كبيرة من مجتمعات العالم في المستقبل القريب. فأسعارالتقنيتين سقطتا لحد كبير وفقا لتقرير صدر مؤخرا من “بلومبرغ” لتمويلالطاقة الجديدة، فحاليا محطات طاقة الرياح البرية تنافس محطات الوقود الأحفوري من ناحية قدرة الإنتاج والأسعار على المدى البعيد، أما إذا حسبنا عامل الصحة العامة فاستخدام الفحم يعتبر حاليا أغلى من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومن النتائج الأخرى أيضا هو عندما تستمع إلى خبراء الطاقةوالصناعة عندما يتحدثون عن المنافسة الكبيرة الحاصلة بين الشركات المصنعةلتكنولوجيا الطاقة المتجددة، فالدراية التكنولوجية وتنوع صانعيها ساهمتأيضا في الهبوط الأخير للأسعار مع ارتفاع كفاءة الأداء وهذا مؤشر جدا مهمومفيد لمن يريد استقطاب هذا النوع من الصناعات.
فعندما نفكر في تغير المناخ، فإنه من السهل التركيز على خفض الانبعاثاتمن أجل الحفاظ على درجات الحرارة العالمية الصحية. ولكن منطقيا أي تقدمحقيقي نحو المستقبل يجب أن يكمله زيادة كبيرة في الطاقة النظيفة والمتجددةوخفض كبير في حصص الوقود الأحفوري (الفحم – النفط – الغاز). لحسنالحظ، أن أكثر الشركات العالمية أصبح لديها خطط للبناء والتطوير وذلك وفقا للنجاحات التي تحققت مؤخرا على الصعيد العالمي في مشاريع الطاقة المتجددة، حيث ذكر تقرير “الوضع العالمي لمصادر الطاقة المتجددة لـ 2015م” أنه قد وصلت قدرة إنتاج الطاقة من محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى 177 جيجاوات و370 جيجاوات تنتجها محطات طاقة الرياحالمنتشرة في أنحاء العالم، وهي في طريقها للازدياد.
لذلك كانت الحجج الأكثر سخونة في مؤتمر تغير المناخ في باريس، حول كيفيةتقسيم تكلفة خفض الانبعاثات ونشر ثقافة الطاقة المتجددة بين البلدان الغنيةوالفقيرة. أعتقد أنها مسألة وقت، ويطلب فيها درجات من العزم حتى تتم وتتحقق الخطط المرسومة، فالتقدم التكنولوجي وانخفاض الأسعار سيجعلالطاقة المتجددة بديلا اقتصاديا مجديا للوقود الأحفوري وهذا شيء حتمي، وبذلك ستجتاح جميع المناطق والبلدان ووقتها لن يكون هناك عذر ولا حتى نفاش كما يحدث الآن لأسعار النفط.
أخيرا، قال “بيل غيتس” عند توقيع “اتفاق تحالف الطاقة” في باريس: نحن بالفعل لدينا التكنولوجيا لحل مشكلة تغير المناخ. كل ما نحتاجه هو أن ننشرها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال