الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كبير مهندسي حقول النفط والغاز
في ظل تسارع نمو عدد السكان المطرد في العالم، نجد هناك تسارع مماثل له في الطلب على الطاقة بشتى أنواعها، والتي تشكل عصب المجتمعات المدنية والعنصر الأهم للصناعة والتطور الذي ينهض بهذه المجتمعات اقتصادياً واجتماعياً وغيرهما.
مصادر الطاقة متعددة منها الناضب والمتجدد، ولعل الغاز الطبيعي أحد أهم مصادر الطاقة الناضبة، وسأخصص مقالي هذا عن كيفية إستخراجه ومعالجته وآلية تسييله ونقله والهدف من ذلك؟
يستخرج الغاز الطبيعي من مكامنه في باطن الأرض عن طريق حفر آباره بطريقة مماثلة لحفر آبار النفط مع اختلاف في بعض المعدات من حيث التصميم والمواد المستخدمة في صناعتها نظراً لطبيعة الغاز وسهولة تسربه من أنابيب الإنتاج والذي يعتبر خطراً لا يمكن التهاون فيه، ويستخرج أيضاً من حقول النفط كونه مصاحب له أيضاً، ويتم فصله واستخلاصه والاستفادة منه.
يتم نقل الغاز الطبيعي من حقوله عبر أنابيب خاصة إلى منشأة متطورة تقوم بمعالجته وتنقيته وذلك بإزالة الشوائب عنه وفصله عن غاز ثاني أكسيد الكربون والزئبق والماء وغاز كبريتيد الهايدروجين إضافة إلى غاز البروبان والبيوتان واللذان يتم الاستفادة منهما أيضاً. بعد ذلك يتم تبريد الغاز المتبقي والذي يشكل غاز الميثان أغلبيته العظمي ومكونه الرئيسي إلى درجة حرارة تصل إلى ١٦٢ درجة مئوية تحت الصفر باستخدام مبادلات حرارية عملاقة لتسييل هذا الغاز.
الجدير بالذكر بأن الغاز المسال لا يستخدم كوقود بصورته السائلة، والغرض من تسييله هو تسهيل تخزينه ونقله بواسطة سفن خاصة تعبر به المحيطات إلى شتى دول العالم المستهلكة له، فنقل الغاز عبر أنابيب تقطع مسافات شاسعة مكلف جداً وغير عملي خصوصاً إذا تباعدت المسافة بين المصدر والمستهلك، أضف إلى ذلك بأن في تسييل الغاز تقليلاً من حجمه يصل إلى قرابة ٦٠٠ مرة عن حالته الغازية، والذي يسهل عملية تخزينه ونقله بواسطة السفن الخاصة المصممة لهذا الغرض.
بعد تسييل الغاز الطبيعي وضخه في السفن الخاصة لتخزينه ونقله للدول المستهلكه، يتم تفريغ هذا الغاز المسال من سفنه عند وصولها لنقطة التسليم في منشآت خاصة تقوم بمعالجته حرارياً لتحويله من الحالة السائلة إلى الغازية مرة أخرى وذلك للإستفادة منه كأحد مصادر الطاقة.
ختاماً، أود أن أعرج بعجالة بلمحة تاريخية موجزة عن عملية تسييل الغاز الطبيعي. ففي عام ١٩١٤م تم تسجيل براءة إختراع أمريكية نجحت في تسييل الغاز الطبيعي، لكن البداية الفعلية تجارياً كانت في عام ١٩٦١م عندما وقعت بريطانيا عقداً مع دولة الجزائر لمدة ١٥ عاماً يقضي بالتزام الثانية تزويد الأولى قرابة المليون طن من الغاز المسال سنوياً.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال