الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عند الحديث عن صناديق الاستثمار فإن الموضوع شائك ومتعدد الجوانب ومترامي الأطراف نظرا لأن الصناديق تختلف من حيث نوعية الاستثمارات التي تقوم بإدارتها ودرجة مخاطرها مثل الاسهم والمرابحات وغيرها ، وحتى الصناديق التي تستثمر في نوع واحد من الاستثمار كالأسهم تختلف حسب استراتيجيتها والمؤشرات الارشادية التي تتبعها والتي تعطي ملامحا عامة عن طريقة توزيع الاسهم المختارة ضمن محفظة كل صندوق . هذا بالإضافة إلى أن صناديق الأسهم تختلف حسب الأسواق فمنها ما يستثمر في السوق السعودي والآخر في أسواق أخرى . في مقالي هذا سأنظر للموضوع من وجهة نظر الادخار والذي يبحث فيها المدخر عن آلية تمكنه من الاستثمار على المدى الطويل خاصة في صناديق الاسهم السعودية بطريقة متوافقة مع الشريعة الاسلامية بدون ذكر اسم أي من تلك الصناديق لأن الهدف من هذا المقال هو طرح الفكرة متماشية مع الواقع وليس التسويق لصندوق ضد آخر . لدينا حاليا 90 صندوقا مصنفة تحت الأسهم المحلية في موقع تداول حسب الاستقراء الموجود في تاريخ 10 ديسمبر 2015 من موقع تداول منها صندوق واحد مذكور بالخطأ وهو صندوق اليسر للأسهم الخليجية ، وبالتالي سيتبقى لدينا 89 صندوقا منها 23 صندوقا غير متوافقة مع الشريعة الاسلامية وبالتالي سيتبقى بعد ذلك 66 صندوقا شرعية . من هنا سأتطرق إلى كيفية النظر للصناديق من خلال التساؤلات التالية : ماهي الفترة المقترحة لتقييم أداء مدير الصندوق من أجل الادخار ؟ من الظلم المقارنة بين صندوقين أحدهما حقق عوائد ب 20% مثلا في سنة واحدة مقابل صندوق آخر قد حقق عوائد 15% لأكثر من سنة ، وذلك لأن ربح 20% في سنة واحدة قد يليها 2% في السنة القادمة وهذا ما سيؤدي إلى خلل في تقييم أداء مدير الصندوق على المدى الأطول . إذا من هذا المنظور وكمدخر تحتاج لاختيار أداء مدير الصندوق لآخر 5 سنوات لتقييم استمرارية الأداء بشكل متماسك ومتنامي وذلك لأن الظروف والدورات الاقتصادية قد تتغير وأيضا فإن مديري الصندوق قد يتغيرون في نفس الفترة ، وبناء على استثناء 18 صندوقا في الاكتتابات الأولية و 20 صندوقا أخرى سيتبقى لدينا 28 صندوقا والتي مضى عليها 5 سنوات (ديسمبر 2010 إلى ديسمبر 2015) وذلك على النحو التالي :
ملاحظة 1 : المبلغ النهائي هو قيمة الاستثمار بعد 5 سنوات وذلك بعد خصم رسوم الاشتراك لرأس مال يبلغ 100,000 ريالا (وليس أداء المؤشر الإرشادي) ، وهي عبارة عن أداء تاريخي للصناديق وقد لا تحقق نفس الصندوق نفس الأداء مستقبلا . ما هو الأهم هل أداء الصندوق أم رسوم الاشتراك المنخفضة ؟ إن أداء الصندوق هو أهم العوامل المحددة لنجاح استثمارات مدخراتك ، فبالرغم من أن رسوم الاشتراك قد تكون عاملا مهما في تخفيض التكلفة على رأس المال إلا أن أداء مدير الصندوق هو صاحب التأثير الأكبر على مستقبل مدخراتك ولذلك فإن الصندوق الأول في الجدول كان قد حقق 90% بالرغم من أن رسوم الاشتراك كانت 3% ، ومن جانب آخر تجد صناديق أسهم أخرى كانت قد حققت المركز السابع والتاسع والثالث والعشرون رغم أن رسوم اشتراكاتها كانت صفر % . ماذا يحصل لصناديق القطاعات الاقتصادية ؟ تأثرت الصناديق المستثمرة في قطاعات اقتصادية محددة مثل الصناديق المستثمرة في قطاع البتروكيماويات بشكل كبير أو جزء من المحفظة (المراكز 26 و 27 و 28) نظرا لانخفاض النفط بشكل عام وتأثير ذلك على الشركات بدرجات متفاوتة من حيث أسعار شراء المادة الأولية وأسعار البيع النهائي وبالتالي انخفاض هوامش الربح ، وهذا يعزز ما ذكرته سابقا بأن على المدخر أن يقيم الصناديق المستثمرة كل 5 سنوات استنادا إلى التغيرات الاقتصادية ولا مانع من الاستعانة بأحد المستشارين الماليين المخصصين بهذا الشأن ، هذا ما حصل في الماضي وبالنسبة للمستقبل يعتمد ذلك حول أين مستقبل أسعار النفط . فإذا كانت هناك جدوى اقتصادية فإن الاسعار المنخفضة حاليا قد تكون فرصة للاستثمار بشرط الادخار بشكل شهري ومع التنويع . هل صناديق الشركات المتوسطة والصغيرة من حيث القيمة السوقية هي الخيار الأفضل ؟ لا يخفى على الجميع أن هذه الشريحة تعتبر أكثر مخاطر من الاستثمار في الشركات القيادية ، وذلك لأن تذبذات أسعارها في السوق أكبر وقد يعترض هذه الشركات نموا كبيرا أو مخاطر على الربحية ولذلك فإن عوائدا المتوقعة قد تكون أكبر وهذا ما حصل مع الصناديق في المركزين الثاني والسادس . ختاما أقول أن هناك مباحث أكثر عمقا بين الصناديق مثل المخاطر مع العوائد ولعلي أن أفصل في ذلك بمقال آخر بإذن الله .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال