الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رئيسة قسم المحاسبة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن
@aysha_alsalih
يشكل قطاعي التعليم والصحة تحدياً كبيراً لجميع المسؤولين في المملكة العربية السعودية، فالمخصصات المالية للصحة والتعليم تشكلان تقريبا نصف الميزانية العامه للمملكة، ولكن نلحظ أن الكثير يصف التعليم في المملكة، محور اهتمامي في هذه المقالة، بحقل تجارب، ويستشهد البعض بنجاح بعضها، كالمناهج وفشل البعض الآخر كآلية التقويم في الصفوف الدنيا مثلا، إن التعليم في اعتقادي مثلث يتألف من المدرس، والمنهج، والمبنى المناسب، وتشكل زاوية المدرس أهم زاوايا هذا المثلث، حيث أن ضعف الحافز، وعدم الرغبه في الإبداع والتطوير، يجعلنا نهتم في أمرين مهمين للمدرس: مكافأة المجتهد والمبادر، وتحفيز التطوير، حيث أن جميع المدرسين الذين يدخلون مجال التدريس في نفس الوقت، يتلقون نفس الحوافز، ونفس الترقيات بغض النظر عن أدائهم، فالمعلم منذ دخوله مجال التعليم في العشرينات من عمره حتى تقاعده، يسير بمسار محدد وخط مستقيم فحياته العملية تفتقد للتحديات ولا تشجع على الطموح ولا تعطيه الفرصه للأرتقاء بمجاله كمعلم.
وهنا نجد أن المشكلة ربما تكمن في التمييز بين المدرس المميز والمجتهد، في مقابل المدرس الكسول غير الفعال، سواء بالراتب، أوالحوافز أسوة بالجامعات، فأعضاء هيئة التدريس على سبيل المثال توجد بينهم تصنيفات على أساس جهدهم البحثي فهناك الأستاذ المساعد، والأستاذ المشارك، والأستاذ، وهذا يسهم في خلق جو من المنافسة والتطور بين أعضاء هيئة التدريس، لذا لابد ان تكون الحوافز لاتتعلق فقط بالعائد المادي، بل أيضا تؤكد على التقدير المعنوي لما له من تاثير أكبر على الإبداع وسعادة الموظف في مكان عمله.
من المؤكد أن لتطوير التعليم يجب إعطاء المعلم مساحه أوسع للإبداع، وتسليحه بالأدوات اللازمة، وإسناد مسؤولية أكبر له وعوائد أكبر على أن توضع آلية واضحة الملامح للمتابعة والحساب، كما أن الصرف على التعليم بشكل صحيح يعتبر إستثمار للبلد، حيث أنه يشكل أهم خطوة لتطوير المجتمع ونقل اقتصاد المملكة الى اقتصاد معرفي ومنتج بعيداً عن اعتمادنا على النفط ومشتقاته فقط، فالدراسات تثبت أن تحفيز المعلم ينعكس على الطلاب، فكلما أعطي المدرس مساحه أكبر للإبداع، سينعكس ذلك على الطلاب الذين سيجدون مساحه أكبر للإبداع، لذلك فإن تحفيز المعلمين لدفع عجلة التطوير هو الخيار الأذكى والأمثل.
المعلميين والطلاب طاقة هائلة وفي حال تم توجيهها بشكل سليم سيعود ذلك بمنافع هائلة على مستقبل المملكة، فالطريق لتطوير التعليم ليس سهلاً بكل تأكيد، واختصاره في مقالة مستحيل، ولكن هناك رغبه حكومية، وهناك الأموال لتنفيذ ذلك، وهناك القدرات والكفآت، وهناك المجتمع الذي ينتظر ويتحرى هذا التغيير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال